مقالة : مبادرات التعاون الصينية جارية خلال جولة رئيس مجلس الدولة

بكين 15 ديسمبر 2014 / تتطلع الصين لإجراء تعاون عملي مع جيرانها الآسيويين والدول الأخرى في العالم عبر مبادرتي "الحزام والطريق".

وتمثل الجولات الخارجية الحالية لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خطوة ملموسة أخرى لدفع تلك المبادرتين نحو التنفيذ.وقد غادر لي بكين امس الاحد وبدأ زيارته لثلاث دول آسيوية وأوروبية.وفي بيان مشترك صدر خلال زيارة لي الرسمية لقازاقستان، تعهد البلدان بالتعاون بشأن إجراءات بناء الثقة للاستفادة من إمكانات التعاون في التكنولوجيا المتقدمة ودفع التعاون الثنائي في مجال الفضاء.

وفي إشارة إلى أن البلدين على نفس الطريق وقعت البلدان اتفاقيات تعاون بقيمة 14 مليار دولار.

وقال لي إن الصين ترغب في الاستفادة من الميزات الاقتصادية التكاملية وتوسيع إطار التعاون في مجال الطاقة وغيرها مع قازاقستان.

وكان للزيارة والتطورات الأخيرة صدى واضحا وتنفيذ مبادرات اقترحتها الصين تتعلق ببناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.

وفي قازاقستان الخريف الماضي, اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ على الصين ووسط آسيا التعاون لإقامة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير من أجل تعزيز التعاون.

وفي نوفمبر من هذا العام أعلن شي أن الصين ستسرع وتيرة إقامة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين وتقوية التعاون مع الدول المعنية وحث على وضع جداول زمنية وخرائط للسنوات المقبلة لمبادرتي الحزام والطريق.

وكشفت الإجراءات التي اتخذتها الصين بعد تلك التصريحات عن ان البلاد عازمة على تنفيذ المبادرتين وتحويلهما لحقيقة وهو ما سيعود بالنفع على الدول المشاركة.

وخلال جولته سيحضر رئيس مجلس الدولة الاجتماع الـ13 لرؤساء وزراء دول منظمة شانغهاي للتعاون.

ويعتقد محللون أنه مع وجود العديد من اعضاء منظمة شانغهاي للتعاون على طول الحزام والطريق فإن ذلك سيعزز التزام الصين ودول المنظمة الأخرى بإقامة مبادرتي الحزام والطريق.

كما انه مع الارتقاء بالتعاون والربط بين الدول المشاركة فستسهم المبادرتان بصورة كبيرة في السلام والاستقرار الإقليميين أيضا.

وليست جولة لي الحالية والانجازات خلال الزيارة العمل الوحيد الذي قامت به الصين لتحقيق المقترح في الوقت الذي قامت فيه بدفع التعاون والربط الإقليمي.

وخلال الاجتماع السنوي لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا الباسيفيك هذا العام, قال الرئيس شي إن الصين ستستهم بنحو 40 مليار دولار لإقامة صندوق تمويل طريق الحرير وتقديم استثمارات ودعم تمويلي لإقامة البنية الاساسية والموارد والتعاون الصناعي والمالي مع الدول المجاورة.وعلاوة على ذلك, اقترحت الصين إقامة البنك الآسيوي لتنمية البنية الاساسية لتمويل مشروعات البنية الأساسية في الدول الأسيوية الاقل نموا.

وتشير تلك الجهود إلى أن الصين ليست المدافع الوحيد عن مبادرتي الحزام والطريق فحسب ولكنها أيضا مساهم مجتهد في التعاون الإقليمي.

كما يمكن اعتبار التحركات كخطوات تقوم بها البلاد لتوفير المزيد من الفرص للدول الأخرى لنيل مقعدها في قطار التنمية الصينية السريع ولتعزيز اقتصاد عالمي منفتح بشكل متزايد.