يعد ضعف مستوى التبرع الأزمة الرئيسية التي يعانيها مجال زرع الأعضاء في الصين. ووفقا لتقرير صدر في ديسمبر 2013، فقد بلغ عدد الصينيين الذين ينتظرون زرع الأعضاء 1.5 مليون شخص، في حين أن التبرعات لا تمثل سوى 1% من الحاجة. وتمثل نسبة التبرع بالأعضاء في الصين واحدا من عشرات المرات مقارنة بالدول المتقدمة.
وفي هذا السياق، قال العضو في اللجنة السياسية والإستشارية ومدير اللجنة الصينية للتبرع وزرع الأعضاء هوانغ جيفو مؤخرا، أنه بداية من 1 يناير 2015، لن ينفذ اخذ اعضاء المحكومين بالإعدام في السجون الصينية إلا وفقا لشروط ومعايير التبرع الطوعي. وهذا يعني أن بيان " اعضاء المحكومين بالإعدام " سوف لن يكون له معنى، ويبقى زرع الاعضاء يعتمد على التبرعات الطوعية فقط. مضيفا أن مثل هذه الشروط تاتي في اطار مكافحة بيع الاعضاء البشرية ،ومن اجل تنظيم افضل للتبر وزرع الاعضاء.
ومن جهة، يجب أن يحترم ارادة المحكومين بالإعدام في اختيار التبرع من عدمه بعد الموت،في حين انقاذ الارواح بحاجة الى احدى الجهات المانحة. وأن نتيجة المقايضة بين هذين المنطقين على المستوى العالمي يقى اختيار الانسان الشرط المسبق. حيث نعرف معاناة وترقب المريض الذي ينتظر بإلحاح لزرع الاعضاء، لكن رغم ذلك نحن ندعم الإدارة الصارمة لطريقة استعمال أعضاء المحكومين بالإعدام. فهؤلاء يجب أن تحترم إرادتهم بشكل كامل في تقرير مصير جسمه بعد الموت.
الصين لا تزال متخلفة،والمفاهيم القديمة حول الجسد بعد الموت لا تزال تشكل عقبات حتى اليوم.وقد وفر العلم فرصا جديدة لإنقاذ الأرواح البشرية، في حين أننا لا نزال نضيع الوقت، و الكثير من الناس الذين كان من الممكن ان يعيشون ماتوا . والشعور بالأسف موجود في كل أنحاء العالم، لكن في الصين أكثر وضوحا. ويجب ان لا نعوض هذا الأسف من خلال انتزاع أعضاء المحكومين بالإعدام دون موافقتهم قبل الموت. وبالرغم من أن مسألة نقص الاعضاء تبدو ملحة، إلا أنه لا ينبغي معالجتها بهذه الطريقة المعْوجة. ومشكلة نقص التبرع في الصين لن تعالج سوى بطرق واضحة وغير مظلمة.
الطلب المُلح على الأعضاء قد يؤدي إلى ظهور سوق سوداء عنيفة. وفي أي دولة، تعد هذه السوق السوداء الأكثر إتساخا. ويرى العديد من الخبراء الصينيين بما في ذلك هوانغ جيفو، أن أفضل طريقة لضرب هذه السوق، هو تقنين عمليات نقل وزرع الأعضاء بشكل كامل، وهذا يعد شرطا أساسيا لتتمكن الصين من زيادة عدد التبرعات.
على الصينيين تجديد نظرتهم حول التبرع بالأعضاء، فهذا يتعلق بالمفاهيم الأساسية حول الموت والحياة، هذا النوع من التجديد رغم أنه يحتاج الكثير من الجهود، لكن هناك جزء من الصينيين بصدد تقبله. ووفقا للإحصاءات، فإن عدد المتبرعين الصينيين بالأعضاء بعد الوفاة يشهد زيادة مستمرة، وهذا يعد أمل للإنسانية. وهذا الأمل قد يحتوي على قوة تحريك أوسع على المستوى الثقافي.
إن إحترام إرادة المحكومين بالإعدام في تقرير مصير أعضائهم بعد موتهم هو مظهر من مظاهر الالتزام بحكم القانون. ومع تزايد عدد الشباب الذين يبادرون بالتبرع بالأعضاء بعد وفاتهم، فإن الكثير من المحكومين بالإعدام سينظمون الى صفوف المتبرعين بشكل طوعي، ونحن نثق في هذا المنطق الذي يستجيب للقانون والأخلاق. وأن هذا المنطق، يدفع الإنسان باستمرار إلى مستويات عليا من الحضارة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn