أنقرة 28 نوفمبر 2014 / من المتوقع أن تعزز زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا يوم الاثنين العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين فيما لا تزال هناك خلافات سياسية بشأن الأزمتين في سوريا وأوكرانيا.
وقال محمد سيف الدين إرول، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة غازي بأنقرة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "تركيا وروسيا تتفقان على الاختلاف حول عدد من القضايا السياسية ولكنهما تتعهدان بتعزيز العلاقات الاقتصادية ".
وأضاف أن "العلاقات التجارية مع تركيا باتت أكثر أهمية بالنسبة لروسيا بعد العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو جراء الأزمة الأوكرانية ".
ومن المقرر أن تتم زيارة بوتين الرسمية إلى أنقرة داخل إطار مجلس التعاون الرفيع المستوى، وهو مؤتمر بين حكومتي البلدين تأسس في عام 2010.
وتهدف هذه الآلية إلى تسريع التعاون حول مختلف القضايا من خلال اشراك كبار القادة والوزراء الحكوميين. وتساعد أيضا على الحد من البيروقراطية.
وسوف تتضمن زيارة بوتين إلى أنقرة، والتي تستمر يوما واحدا، إجراء مناقشات حول العلاقات الاقتصادية والتجارية، ومشروعات الطاقة، والتطورات في قطاع السياحة، وكذا القضايا الإقليمية والدولية.
وكانت أنقرة وموسكو قد حددتا في بادئ الأمر هدفا يتمثل في زيادة حجم التبادل التجاري بينهما ليصل إلى 100 مليار دولار أمريكي في عام 2015، ولكنهما قامتا بتعديل الموعد النهائي لتحقيق الهدف إلى عام 2020.
وذكر حسن كانبولات، الخبير التركي في الشؤون الروسية، أن "هذا الهدف لا يبدو واقعيا"، حيث تذكر أن حجم التجارة بين البلدين انخفض من 37.8 مليار دولار في عام 2008 إلى 32 مليار دولار في عام 2014.
وفي الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، ظل حجم التبادل التجاري ثابتا على ما كان عليه خلال نفس الفترة في عام 2013، أي عند 26 مليار دولار.
كما أكد كانبولات أن التجارة تفضل روسيا بشدة لأن صادرات النفط والغاز إلى تركيا تشكل الجزء الأكبر من حجم التجارة.
وتتطلع تركيا أيضا إلى الاستفادة من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا من خلال زيادة صادرات الأغذية باعتبارها موراد بديلا . ولسوء الحظ أن أنقرة غير قادرة على الاستفادة من هذه الإمكانية لأن نظام العقوبات قد دخل حيز التنفيذ قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
ومن المتوقع أن تتناول القيادة التركية والروسية خلال القمة المعوقات التي تقف أمام تعزيز التجارة.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة (الأناضول) التركية للأنباء عشية زيارته، أكد بوتين أن موقف الحكومة التركية إزاء العقوبات "يفتح فرصا جديدة لزيادة التجارة الثنائية".
وقال بوتين "نحن نقدر بشدة القرارات المستقلة التي اتخذتها تركيا بما فيها التعاون الاقتصادي مع روسيا. فقد رفض شركاؤنا الأتراك التضحية بمصالحهم من أجل طموحات سياسية لشخص آخر".
كما تبحث أنقرة عن سبل لخفض الفاتورة التي تدفعها مقابل الغاز الطبيعي وتستعد لمطالبة الجانب الروسي بالنظر في خفض أسعار البيع. فعقد الغاز الخاص بخط أنابيب بلو ستريم سينبغي تجديده العام المقبل حيث تطلب تركيا ضخ مزيد من الإمدادات في هذا الخط.
ولم يتم التأكد بعد مما إذا كانت روسيا ستوافق على خفض أسعار الغاز المصدر إلى تركيا رغم أن روسيا وافقت في الماضي على منح تركيا خصما.
كما ترغب روسيا في المشاركة في بناء مشروع محطة الطاقة النووية الثالثة في تركيا. وتقوم شركة روساتوم الروسية حاليا بإنشاء أول محطة طاقة نووية تركية برأس مال مساهم قدره 20 مليار دولار في منطقة أكويو بمدينة مرسين.
وسيقوم الجانبان بمراجعة نظام إلغاء التأشيرات الذي أقر في أبريل عام 2011. وسيبلغ عدد الزائرين الروس لتركيا خمسة ملايين بحلول نهاية العام بالرغم من أنه قد ينخفض العام القادم بسبب ضعف الروبل مقابل الدولار والانخفاض الذي تشهده أسعار النفط.
وفي الوقت الراهن، تسمح تركيا للسائحين الروس بالإقامة لمدة شهرين في تركيا بدون تأشيرة فيما تسمح روسيا للزائرين الأتراك بالإقامة شهرا. وستطلب تركيا من روسيا زيادة مدة الإقامة إلى شهرين.
-- خلافات سياسية قائمة
وهناك خلافات ملحوظة بين الجانبين حول عدد من القضايا الدولية ومن بينها سوريا وأوكرانيا وقبرص.
فتركيا تريد من الرئيس السوري بشار الأسد التنحى عن منصبه وتدعم المعارضة السنية في البلاد فيما تعارض روسيا بشدة مثل هذا التحرك. ورغم أن أنقرة وموسكو تعتبران تنظيم "الدول الإسلامية " تهديدا كبيرا، إلا أن تركيا تصر على ضرورة وضع إستراتيجية متكاملة تتضمن الإطاحة بالأسد .
وإن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والحرب الأهلية الدائرة في شرق أوكرانيا يشكلان مصدرا آخر للاحتكاك بين البلدين. فأنقرة لا تعترف بعملية الضم هذه وتركز على ضرورة الحفاظ على سلامة أراضي أوكرانيا.
وسيتم بحث مشكلات تتار القرم، وهم مجموعة عرقية يعيش عدد كبير منها في الشتات بتركيا، من بين موضوعات أخرى.
وأقر بوتين بأن مواقف الجانبين حول بعض القضايا مختلفة. وقال"إنه أمر طبيعي بالنسبة لدول تتبع سياسة خارجية مستقلة".
غير أن تركيا ليست سعيدة بوضع القرم.
وأعرب شاهين ألباى أستاذ العلوم السياسية عن اعتقاده بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "مستاء للغاية من ضم روسيا للقرم، ولكن عليه أن يلزم الهدوء لأن تركيا تستورد 60 % من احتياجاتها من الغاز من روسيا و20 % من احتياجاتها من الغاز من إيران، النصير الآخر للرئيس السوري بشار الأسد".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn