نيويورك 28 نوفمبر 2014 /إن المظاهرات المستمرة في مدينة فيرغسون بولاية ميزوري وعدد كبير من المدن الأخرى تعد بمثابة تذكير حاد بالانقسام الاجتماعي العميق في الولايات المتحدة والقائم على أساس عنصري.
ويكمن السبب المباشر لهذا التوتر في أن ضابط شرطة أبيض قام بإطلاق النار على الشاب الأسود الأعزل مايكل براون في التاسع من أغسطس الماضي فأرداه قتيلا، وهو أمر أثار على الفور اشتباكات ضارية في منطقة سانت لويس التي تقطنها غالبية من السود وأغلب عناصر الشرطة فيها من البيض.
وانفجر الغضب المشحون بالعنصرية يوم الاثنين بسبب قرار صدر عن هيئة المحلفين بعدم توجيه الاتهام إلى الضابط دارين ويلسون. وعلى إثره، أحرقت مبان وسلبت ونهبت متاجر وحدث إطلاق للنار في مدينة فيرغسون.
ولا شك في أنه لا مبرر لأعمال التخريب. ولكن إلى حد ما، ينبغي أن تكون الاضطرابات التي تجتاح فيرغسون بمثابة إنذار للولايات المتحدة بالمخاطر التي قد تواجهها إذا ما سمحت للانقسام العرقي بالاستفحال.
وبالرغم من أن التمييز القانوني تلاشى في التاريخ، إلا أن الفجوات العنصرية في الولايات المتحدة مازالت تقريبا علي الحال الذي كانت عليه قبل عقود.
فالكثير من الحواجز -- الأفكار النمطية وممارسات الإسكان التمييزية والعنصرية المؤسسية -- مازالت باقية هناك لتجرد الأمريكيين من أصل أفريقي من فرص كريمة يتمتع بها البيض.
وكشفت دراسة أجراها معهد الأصول والسياسة الاجتماعية أنه حتى انجازات المساواة، مثل مكاسب الدخل، يمكن أن تحقق عوائد ثروة غير متكافئة للبيض والأمريكيين من أصل أفريقي.
فالتفاوت في تملك المنازل يزيد من اتساع هوة الثروة. ووضع خطوط حمراء وإتباع ممارسات رهن عقاري تمييزية وعدم إمكانية الحصول على قروض وانخفاض الدخول جعلت جميعا من الصعوبة بمكان على الأمريكيين من أصل أفريقي شراء المنازل وتقوية المجتمعات التي تعاني من الفصل العنصري.
ومن ناحية أخرى، يقوض العزل السكني فرص أبناء الأقليات في الالتحاق بالمدارس ذات الجودة، الأمر الذي يزيد أيضا من تعميق الفجوة في إتمام الدراسة.
وعلى نحو مماثل، فإن الأمريكيين من أصل أفريقي أكثر عرضة للتأثر بأي حالة من عدم الاستقرار في سوق العمل مقارنة بالبيض. فمازالت بطالة السود أكثر بواقع الضعفين من بطالة البيض.
وأذكت كل هذه العوامل بعضها البعض وخلقت دائرة مفرغة أدت إلى تفاقم مجموعة من المشكلات الاجتماعية .
وللأسف، فإن معظم الأمريكيين من أصل أفريقي الذي ولدوا في ظروف حرمان ليس لديهم القدرة أو الدعم لكسر هذه الحلقة المفرغة.
وما جعل الأمور تتجه إلى الأسوأ هو عدم رغبة الساسة الأمريكيين في إصلاح هذه السياسات التي أدت إلى فوارق عنصرية واضحة بما فيها المعاملة الضريبية التفضيلية التي تحابي الأثرياء.
إن الحياة الطبيعية والهدوء سيعودان إلى مدينة فيرغسون، ولكن حالة السخط بين الأمريكيين من أصل أفريقي لن تتلاشي تلقائيا. وينبغي أن تتعلم الحكومة الأمريكية درسا جيدا من أحداث فيرغسون يقول إنه لا يمكن أن يتحقق مجتمع سليم وعادل ومنصف إذا ما سمحت الأمة للمسار الحالي بأن يستمر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn