بكين 26 نوفمبر 2014 / على الأرجح أنه لا يوجد إلا عدد قليل من الدول فى العالم لديه من ادعاء الصلاح لنفسه والرضى عن الذات مثل ما لدى الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، لكن مأساة فيرجسون تبدو صفعة جديدة في الوجه.
وعقب قرار لهيئة عليا للمحلفين يوم الاثنين بعدم توجيه اتهام للضابط الأبيض دارين ويلسون، الذي قتل بالرصاص مراهقا امريكيا من أصل افريقي هو مايكل براون في فيرجسون، بولاية ميزوري، اندلعت احتجاجات وتظاهرات امتدت إلى عدة مدن فى أنحاء البلاد.
وبعد الحكم، دعا باراك اوباما اول رئيس امريكي من أصل أفريقي إلى احترام "حكم القانون" في كلمة استمرت ساعة مساء الاثنين.
وقد اعتبر الحادث المأسوي والحكم الذي أعقبه بمثابة إجهاض للعدالة وانتهاك لحقوق الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الواقع نفسه يقول إن الحادث الذي وقع في بلدة صغيرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر وأثار احتجاجات قديمة وواسعة ضد منظومة تنفيذ القانون بالبلاد يعد برهانا قويا على الخلل المتجذر في الولايات المتحدة التي ترى نفسها مثالا للمدافع عن حقوق الإنسان والحاكم لها.
ولا يزال التقسيم العرقي مرضا مزمنا بعد خطاب زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج منذ نصف قرن الذى قال فيه "لدي حلم" وأعرب عن تطلعه الى حصول السود في البلاد على حقوق متساوية.
وفي أسوأ أعمال عنف وقعت في فترة حديثة، فإن تبرئة 4 من ضباط الشرطة البيض الذين أدينوا بضرب سائق أسود في 1992 اثارت أعمال عنف استمرت ستة ايام شارك فيها الآلاف من الأشخاص بجميع أنحاء مدينة لوس أنجليس، ما أسفر عن مقتل 51 شخصا.
وتاريخيا، فإن التوترات العرقية تعد جرحا عميقا في الولايات المتحدة وهى دولة تشير بأصابع الاتهام دوما للدول الأخرى بشأن تلك المسألة.
واليوم، فإن أثر الجرح هذا يبدو بعيدا عن الاندمال تماما، حيث اظهرت استطلاعات رأي اخيرة إن قرابة 51 في المائة من الأمريكيين لا يعتقدون أن الأمريكيين من اصل افريقي يمكن أن يعاملوا على قدم المساواة مع البيض من جانب جهات تنفيذ القانون.
وقد يرى البعض الآخر إن الاختلافات والصراعات العرقية لا يمكن تجنبها في "بوتقة انصهار" مثل الولايات المتحدة، حيث يأتي الناس إليها واقعيا من كل مكان في العالم.
بيد انه لا يمكن إنكار أن التمييز العرقي ضد الأمريكيين الافارقة أو غيرهم من الأقليات العرقية، برغم أن ذلك لم يعد واضحا كما كان في السابق، لا يزال قائما في كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية الأمريكية، بما في ذلك العمالة والإسكان والتعليم وبشكل خاص في العدالة.
وقد يكون مقتل براون تذكرة واضحة للعم سام بأن هناك الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان على أراضيه ويجب حل مشكلاته قبل انتقاد الدول الأخرى.
ويستحسن أن تعزز الدول كافة ومنها الولايات المتحدة التواصل والتعاون بشأن حقوق الإنسان والتعلم من خبرات ودروس بعضها البعض للقيام بتحسينات بدلا من تبادل الاتهامات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn