بكين 19 نوفمبر 2014 /من المتوقع أن تؤدي مبادرتا الصين بشأن "الحزام والطريق" لإحياء طريق الحرير القديم وتعزيز الرخاء المشترك في المنطقة لتأثير إيجابى عميق وطويل المدى في آسيا والعالم.
وجاءت أحدث التطورات عندما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 8 نوفمبر الجاري أن الصين ستقوم بتأسيس صندوق لطريق الحرير بقيمة 40 مليار دولار أمريكي لدعم البنية التحتية والموارد والتعاون الصناعي والمالي وغيرها من المشروعات المتصلة بربط البلدان الموجودة على طول "الحزام والطريق".
والمبادرتان قائمتان على حزام أرضي يمتد من الصين عبر آسيا الوسطى وروسيا إلى أوروبا وطريق الحرير البحري عبر مضيق ملقا إلى الهند والشرق الأوسط وشرق افريقيا.
وقالت تشانغ جيان كبيرة الخبراء الاقتصاديين لبنك باركليز الصين في تقرير بحثي إن المبادرتين ستخلقان فرصا تجارية واستثمارية في البنية التحتية والبناء بما في ذلك النقل والموانيء وخطوط الأنابيب وتوليد الطاقة ومشروعات البيئة، وكذلك تعزيز تبادلات الطاقة والموارد والاستهلاك والسياحة.
وأضافت تشانغ "نعتقد أن المبادرة قائمة على مبدأ الربح للجميع والرغبة القوية من الصين لتصدير القدرات الفائضة والاستثمار في الخارج وتنويع احتياطي النقد الأجنبي الخاص بها. وتمتلك الصين مزايا تنافسية في رأس المال والخبرات، في حين تعاني العديد من الدول الآسيوية من فجوات تمويل ضخمة".
وقالت إن إنشاء بنك استثمارات البنية التحتية الآسيوي بقيادة الصين في أكتوبر يظهر الرغبة الاقليمية في التعاون.
ويقدر بنك التنمية الآسيوي طلبات تمويل البنية التحتية في آسيا بنحو 8 تريليونات دولار أمريكي خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2020. وذكر أحدث تقرير بحثي دولي لبنك اتش اس بي سي أيضا إن قطاع البنية التحتية للصين يمتلك قدرات تلبية احتياجات آسيا وغيرها. وقال إن الاستثمارات الخارجية للصين لابد أيضا أن تعزز الطلب على صادراتها وأن تساعد في إنعاش الركود الاقتصادي.
وقال تقرير بنك اتش اس بي سي "نظرا لأن الاستثمارات ستكون في الطرق والسكك الحديدية والموانيء والمطارات لابد أن تكون مفيدة لجميع الأطراف بسبب انخفاض التكاليف التجارية. وسيساهم الاستثمار في البنية التحتية في جميع تلك المجالات في تطوير أسواق تصدير جديدة للصين وتحقيق نتائج أفضل وأطول تأثيرا على الاحتياطي الأجنبي الخاص بها والعمل كقناة جديدة يمكن من خلالها للصين أن تقوم بعولمة عملتها جنبا إلى جنبا مع الانتعاش المحتمل للتدفقات التجارية".
ومن المفترض أن تجلب المبادرتان المزيد من الاستثمارات للأجزاء الأقل تقدما في وسط وغرب الصين.
وقالت تشانغ جيان إن أكثر من 30 دولة أبدت اهتماما حتى الآن بالمشاركة بما يمثل أكثر من 60% من تعداد سكان العالم و30% من اجمالي ناتجها المحلي. ومن الدول التي أبدت حماسا للمشاركة مؤخرا روسيا وطاجيكستان واندونيسيا وسريلانكا وافغانستان.
وقالت تشانغ "نعتقد أن خطة طريق الحرير الجديدة توفر منصة منظمة لتعزيز المزايا التنافسية وتحسين التعاون الاقتصادي وزيادة فرص التعاون في شتى أنحاء المنطقة. وسيتم تعزيز مجالات النمو الجديدة ومن الممكن أن تظهر قدرات تنافسية جديدة عن طريق تعزيز القيمة المضافة والإبداع والاستثمار وأنشطة السوق".
وتابعت إنه عن طريق بناء علاقات للاعتماد المتبادل قائمة على المصالح الاقتصادية المشتركة ،سوف تعمق المبادرات الروابط السياسية وتحسن التفاهم المتبادل وتعزز الاستقرار طويل المدى في المنطقة.
وأضافت ان "اتفاقية إنشاء بنك استثمارات البنية التحتية الآسيوي من جانب الدول التي لديها نزاعات اقليمية مع الصين تومىء الى انخفاض المخاطر الجيوسياسية وانخفاض احتمالات النزاعات العسكرية".
لكن تقرير بنك اتش اس بي سي حذر من أن تفاصيل تخصيص وإدارة صندوق طريق الحرير لم تحدد بعد وأن المخاطر التمويلية والتشغيلية قد تعرض استراتيجية "الحزام والطريق" للخطر.
وقال التقرير إن معظم الشركات الصينية لا زالت في مرحلة مبكرة من الاستثمارات الخارجية، لذلك فإن هناك مجالا واسعا لتحسين مجالات مثل المعرفة النافية للجهالة وحماية البيئة ومعايير العمل.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn