بكين 17 نوفمبر 2014 /دخلت الصين واستراليا مرحلة جديدة من التفاعل متبادل النفع اليوم (الاثنين) بعد إنجاز "ضربة مزدوجة جديدة" في تعاونهما الثنائي.
وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت أن عملاقي منطقة آسيا-الباسفيك أكملا عمليا مفاوضات اتفاق تحرير التجارة وقررا أيضا رفع شراكتهما إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة.
ويرتقي الاختراق المزدوج إلى أهمية حجر الزاوية، إذ أنه يضع بكين وكانبيرا على نقطة انطلاق جديدة لمواصلة تعزيز وإثراء محتوى علاقتهما الثنائية لتحقيق مصالح البلدين.
فمن منظور أوسع، يضع الاختراق الفارق من عملية اتفاق التجارة الحرة بين الصين واستراليا مثالا جيدا للدول الأخرى الملتزمة بتعزيز التكامل الإقليمي في آسيا -الباسيفيك ودفع الانتعاش العالمي.
وبالنظر إلى التعاون الودي والمثمر بين البلدين في العقود الماضية، كان هذا التقدم الأخير طبيعيا. فعلى المستوى السياسي، تقدمت العلاقات الثنائية بشكل سريع منذ اتفاق البلدين على إقامة شراكة إستراتيجية في العام الماضي.
وعلى المستويين السياسي والتجاري، تزايد الترابط والاعتماد الثنائي بشكل ملحوظ بين البلدين. وأصبحت الصين الآن ثاني أكبر شريك تجاري وسوق للصادرات ومصدر للواردات لاستراليا، وأصبحت استراليا ثامن أكبر شريك تجاري للصين ومصدر مهم للمواد الخام التي تحتاجها الأخيرة لمواصلة تنميتها.
حاليا، يكمل الاقتصادان بعضهما البعض إلى حد كبير، وقد وضعت أكثر من 20 جولة من المفاوضات في السنوات التسع الماضية, الجانبين في نفس الصفحة حول ما يتعين القيام به لتحقيق الاستفادة الكاملة من التكامل ودفع التنمية الخاصة بكل منهما.
فقد تحقق التقدم بشق الأنفس، فالصين واستراليا لا تريان بعضهما البعض وجها لوجه، وعملية المفاوضات بشأن اتفاق التجارة الحرة كانت مليئة بالتقلبات والانعطافات، لكنهما في الواقع تغلبتا على مختلف العقبات ووصلا إلى المرحلة الحالية ما يظهر بجلاء ما لدى البلدين من إرادة وحكمة لرسم مسار متكافئ الكسب لتعاونهما الثنائي.
وإنها حقا لحظة انتصار، لكن لا يجب أن تولد حالة من الرضا. فالإنجاز الطموح الذي تحقق اليوم هو مجرد نقطة انطلاق لإنجازات أكبر في الغد.
هذا صحيح ولاسيما أن الصين تشق طريقها قدما بإصلاحات أوسع وأعمق، وتنميتها الاقتصادية تتحول من نمط مدفوع بالاستثمار إلى نمط مدفوع بالاستهلاك.
وهذا يختلف تماما عن الماضي أو بمعني أدق نمط التجارة الثنائية المعتمد بشكل ثقيل على المادة الخام، ما يفتح آفاقا مشرقا للتعاون الصيني-الاسترالي في مجموعة من المجالات الأخرى. ولتكن البداية في الزراعة والثروة الحيوانية.
وبالتالي يتعين على الصين واستراليا الحفاظ على هذا الزخم وطرح المزيد من الإجراءات العملية لبناء شراكة أوثق من أي وقت مضي. وقد حان الوقت لاستكشاف الكنز الكبير المختبئ في تفاعلاتهما .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn