الصين تنشط الاقتصاد العالمي بتحقيق النمو والتعاون

بريسبان، أستراليا 15 نوفمبر 2014 / تلقى الاقتصاد العالمي جرعة جديدة من الثقة والنشاط اليوم (السبت) بتصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي قال فيها إن بلاده ستحافظ على النمو المستدام والمتوازن وستحقق اسهامات أكبر في الاقتصاد العالمي.

وفي كلمته خلال القمة التاسعة لمجموعة العشرين هنا اليوم (السبت)، حث شي الاقتصاديات الكبرى بالعالم على تعزيز التعاون وتحويل الكتلة إلى عامل استقرار للاقتصاد العالمي وحاضن للنمو العالمي ودافع للحوكمة الاقتصادية العالمية.

التزام الصين

عقدت قمة مجموعة العشرين بعد أيام فقط من اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسفيك (الأبيك) الذي اختتم أعماله في بكين.

ويقول مراقبون إن الاجتماعات المتوازية لقادة العالم فرصة لتعزيز التكامل المربح بين الصين وبقية العالم.

وقال شادا إسلام مدير الشؤون السياسية في مركز اصدقاء أوروبا البحثي ومقره بروكسل لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه في الآوانة الأخيرة إن اجتماعات الأبيك سلطت الضوء على الدور الهام للصين بكونها مركز ثقل إقليميا وعالميا.

والاسهام الأكبر الذي يمكن أن تقدمه الصين للاقتصاد العالمي هو الحفاظ على سير نموها على الطريق السليم حتى برغم وجود تباطؤ طفيف وكذا الحفاظ على انفتاح أسواقها.

وفي نظر ايتيني رويتر، وهو الرئيس السابق لمكتب المفوضية الأوروبية بهونج كونج الصينية فإن مجموعة العشرين تعد "مناسبة للصين لتؤكد التزامها بإصلاح اقتصادها واسهامها في انعاش الاقتصاد العالمي. "

وكان اخلاص الصين في المساعدة على تعزيز النمو العالمي اعلانا واضحا خلال قمة الأبيك عندما أكد شي للمشاركين عزم بلاده تنفيذ مزيد من الإصلاحات والانفتاح أكثر على العالم الخارجي.

وفي بريسبان، قال شي لقادة مجموعة العشرين إنه في ظل الإصلاحات المحلية المتنوعة، سيحافظ الاقتصاد الصيني على نشاطه لتحقيق نمو قوي ومستدام ومتوازن وامداد العالم باحتياجات أكبر والمزيد من فرص السوق والاستثمار والنمو.

استراتيجيات نمو مجموعة العشرين

ومن أجل تحقيق النمو الشامل قال شي إنه يتعين على الدول الأعضاء في المجموعة أن يسعوا ويعززوا قوى الدفع لتحقيق النمو المستدام وفتح سبل جديدة تتميز بالتنمية الابتكارية والمصالح المتكاملة والنمو البيني، في إشارة إلى خروج اعضاء مجموعة العشرين باستراتيجيات نمو شاملة.

واشار شي أولا أنه يتعين على اقتصاديات مجموعة العشرين أن تبتكر في أنماط التنمية الاقتصادية، مضيفا إلى أنه يجب ضخ المزيد من الحيوية في الاقتصاد عبر الإصلاحات الهيكلية في النظام المالي والاستثمار والتجارة وغيرها من المجالات.

واستطرد الرئيس الصيني إن بلاده تدعم مجموعة العشرين في اقامة مركز عالمي للبنية الاساسية، وتدعم كذلك البنك الدولي في اقامة صندوق عالمي للبنية الاساسية، مؤكدا على الدور الهام لتشييد البنية الاساسية في توليد النمو الاقتصادي.

وعلى صعيد متصل، تعهد شي بتقديم الاسهامات للاستثمار في البنية الاساسية العالمية عبر مبادرات منها الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين والبنك الاسيوي للاستثمار في البينة الاساسية وصندوق طريق الحرير.

وثانيا، ذكر شي أنه يتعين على الدول الأعضاء أن تبني اقتصادا عالميا منفتحا، داعيا إلى بذل جهود مشتركة في مقاومة الحمائية التجارية والاستثمارية وحماية الانظمة التجارية متعددة الأطراف.

وأضاف شي، ثالثا، انه ينبغي على الدول الأعضاء أن تحسن الحوكمة الاقتصادية العالمية، وحث الاعضاء كافة على السعي لتحقيق نظام مالي دولي عادل ونزيه وشامل ومنظم.

واشار إلى ضرورة بذل الجهود لزيادة تمثيل الدول النامية واقتصاديات الاسواق الناشئة ومنحهم صوتا أقوى في الأنظمة الدولية وضمان تحقيق المساواة بين الدول المختلفة في التعاون الاقتصادي العالمي من حيث الحقوق والفرص والقواعد.

وفي الوقت الذي خرج فيه الاقتصاد العالمي تدريجيا من القاع، برغم أن التعافي الشامل لا يزال باهتا، دعا شي دول المجموعة إلى النظر لأنفسهم بأنهم مجتمع المصالح المشتركة والمصائر المشتركة وتحويل الكتلة إلى عامل استقرار للاقتصاد العالمي، وحاضن للنمو العالمي ودافع للحوكمة الاقتصادية العالمية

التعاون بين دول البريكس

وعلى هامش قمة مجموعة العشرين، التقى شي كذلك بقادة البرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا وحث مجموعة الاقتصاديات الصاعدة الرائدة المعروفة باسم (البريكس) على المشاركة بفاعلية في التعاون الدولي ورفع صوتهم في الحوكمة الاقتصادية العالمية.

واشار شي إلى أن التعاون الاقتصادي يعد قوة دفع دائمة لتنمية دول البريكس.

وأضاف أن دول البريكس يجب أن تظل ملتزمة بوضع خطط طويلة المدى لتحقيق التعاون الاقتصادي وتشكل شراكة اقتصادية أوثق من خلال تسهيل الروابط البينية في السوق والتكامل المالي والترابط في البنية الاساسية وكذا الاتصالات الشعبية.

واستطرد قائلا إنه ينبغي أن يكون التعاون في مجموعة البريكس مدفوعا "بعجلتين" وهما الاقتصاد والسياسة حتى تتمكن البريكس ليس فقط بأن تكون قوة أساسية في النمو العالمي ولكن أيضا أن تكون درعا يحمي السلام العالمي.

وأضاف أنه يتعين على دول البريكس أن تعزز أكثر تعاونها وتنسيقها في السياسة والأمن الدوليين من أجل حماية النزاهة والعدالة الدولية.

واتفق قادة آخرون بالبريكس على ضرورة أن تسعى الكتلة الاقتصادية الصاعدة لتحقيق النمو المستدام وأن تحسن بفاعلية الحوكمة الاقتصادية العالمية.