وصفت وسائل الاعلام الغربية الكبرى استراتيجية " الحزام والطريق" الصينية بـ " خطة مارشال الصينية"، وزاد هذا الوصف حرارة بعد اعلان الصين يوم 8 نوفمبر الجاري عن دفع 40 مليار دولار لصندوق بناء طريق الحرير. ولكن، من يعرف ولو قليلا من التاريخ يفهم بان "خطة مارشال الصينية" ما هي الا قبعة سوداء أو تفكيرا سلبيا اتجاه استراتيجية " الحزام والطريق" الصينية، وهذا لا يسيئ فقط لمعنى بناء طريق الحرير الصيني، وإنما يوفر فرصة لتلك الدول الغربية لتشويه سمعة استراتيجية خروج" قطار فائق السرعة " الصيني.
ما هي "خطة مارشال" الأمريكية ؟" خطة مارشال" هي نتاج الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، لمساعدة الحلفاء الأوروبيين، وفي الوقت نفسه، من اجل مواجهة الاتحاد السوفيتي، حيث اقترح وزير الخارجية الامريكي جورج مارشال برنامج اعادة اعمار الدول الاوروبيين الحليفة. وقد احيت " خطة مارشال" اوروبا الغربية، ولكن بنيت جدارا حديديا اقتصاديا في اوراسيا. وكان جوهرها حرب اقتصادية ،ونتيجتها مواجهة الحواجز.
في حين أن استراتيجية " الحزام والطريق " الصينية هي من اجل نشر السلام و الفوز المشترك، ولديها ميراث ثقافي للشعب الصيني المحب للسلام، بالإضافة الى دمج افكار جديدة ضمن إستراتيجية جديدة للتكامل الاقتصادي العالمي. وإن " الحزام والطريق" نحو الغرب هو طريق الحرير البري الذي اتخذه تشانغ تشيان قبل 2000 سنة لنشر ثقافة سلام السهول الوسطى الى الغرب، وليس طريق امبراطور الهون الذي نشر العداوة والقتل في اوروبا. و" الحزام والطريق" نحو الشرق والجنوب هو طريق الحرير البحري الذي اتخذه الرحال تشنغ خه رسول السلام من الصين الى الشرق والجنوب قبل 600 سنة ،وليس طريق فرديناند ماجلان رجل الاستعمار والنهب.
في تاريخ القوى العظمى، الصين هي الدولة التي هيمنت عليها الثقافة الزراعية على المدى الطويل. والثقافة الزراعية تأخذ منحى الدفاعي تختلف عن ثقافة البدو العدوانية المتحمسة للحرب والتجنيد.وإن احياء طريق الحرير هو احياء ميراث تشان تشيان الثقافي وروح السلام والصداقة والجوار التي انطلق منها اسطول تشنغ خه، وهذا يختلف تماما عن روح الحرب الباردة التي تميزت به " خطة مارشال". كما أن احياء طريق الحرير هو السعي الى التمسك بروح المنفعة المتبادلة في المجال الاقتصادي عكس تماما لما كانت تسعى اليه " خطة مارشال" لبناء الحواجز.
دعمت "خطة مارشال" الامريكية بناء السكك الحديدية والبنى التحتية الاخرى في الدول الاوروبيين الحليفة، وتأخذ استراتيجية " الحزام والطريق " الصينية ايضا قطار فائق السرعة وغيره من البنى التحتيى كأولوية، ولكن مختلفان جذريا. وإذا قلنا أن الاستثمارات الامريكية في السكك الحديدية وغيرها من البنى التحتية لبناء الستار الحديدي في الحرب الباردة مثل ارسال المناجل لتقطيع اوصال اوراسيا، فإن الاستثمارات الصينية في القطارات العالية السرعة هي لربط اوصال اوراسيا المجزأرة.
السكك الحديدة هو الشريان الرئيسي لطريق الحرير،ومع ذلك، هناك مقاومة ثقيلة لإستراتيجية "خروج" قطار فائق السرعة الصيني. وإن احتكار شركة كاواساكي اليابانية للصناعات الثقيلة،سيمنس الألمانية، مجموعة بومباردييه الكندية للنقل، شركة آلستوم سوق السكك الحديدة العالية السرعة العالمي منذ فترة طويلة جعل مواجهة خروج خطوط السكك الحديدية الصينية عالية السرعة وتشويه وسائل الاعلام الغربية لسمعتها خلل نفسي لا مفر منه. ونجحت شركة CNR يوم 23 اكتوبر الماضي في مشروع مترو بوسطن، وتعتبر هذه المرة الاولى التي تفوز فيها شركة خطوط السكك الحديدية الصينية عالية السرعة بمناقصة في الولايات المتحدة. لكن سرعان ما احتشدت الشركات اليابانية وبلدان اخرى لتقديم دعوة لاستئناف المناقصة.
وقد اعلنت وزارة المواصلات والنقل المكسيكية يوم 3 نوفمبر الجاري قرار فوز الشركة الصينية بصفقة السكك الحديدية، ولكن قبل حتى ان تحتفل الصين بها، الغت المكسيك الصفة فجأة.
كما ان اتخاذ بعض وسائل الاعلام المحلية " خطة مارشال الصينية" للحديث عن خروج خطوط السكك الحديدية الصينية عالية السرعة فتح شهية وسائل الاعلام الغربية. وعليه ، لا ينبغي تقديم مشبك القبعة السوداء الذي يبحث عنه بعض الدول لحظر خروج القطار الصيني الفائق السرعة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn