قال المتحدث بإسم وزارة الدفاع الصينية خلال المؤتمر الصحفي العادي الذي عقد في 25 سبتمبر الجاري، أن الجيش الصيني قد قرر إرسال 700 جندي من قواة حفظ السلام في مهمة لحفظ السلام بدولة جنوب السودان. وستكون هذه القواة مزودة بأسلحة خفيفة للدفاع عن النفس، والعربات المدرعة لنقل الجند وغيرها من المعدات العسكرية.
الخبر أثار الإهتمام: تعد هذه المرة الأولى التي تقوم فيها الصين بإرسال قوات بهذا الحجم خارج أراضيها منذ مشاركتها في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. قبل ذلك، ذلك كانت الفرق الصينية المشاركة في عمليات حفظ السلام تحت إشراف الأمم المتحدة، سواء في هايتي بالكاريبي أو في رواند بإفريقيا، كانت إما تتكون من الحرس العسكري الخاص بحفظ السلام، أو جنود الإنشاء غير المحاربين، أو طواقم العلاج والخدمات. ويعد التحرك الصيني الأخير في السودان إلى حد ما تغير وتطور في السلوك الخارجي للصين.
إن التصاعد التدريجي لحجم الإلتزام الصيني بحماية السلام في الخارج، على علاقة وثيقة بإزدياد قوة الصين، كما يأتي في إطار تلبية تطلعات المجتمع الدولي تجاه الصين بلعب دور أكبر. حيث يجب أن ننظر إلى أن السلوك الصيني، لا ينبني على زيادة "المصالح العالمية" الصينية، بل مجبر على إبداء رد فعل، والإستجابة إلى نداءات المجتمع الدولي، حينما تتوفر الفرصة والظروف، من أجل زيادة قوتها في حفظ السلام.
ومن أجل تهييئة بيئة رأي عام ملائمة، وتجنب سوء الفهم، يجب على الصين أن تواجه وترد على كل الإدعاءات المغرضة. فقيام الصين بإبتعاث جنود إلى جنوب السودان، يأتي في إطار قرار صادر أن مجلس الأمن، كما يأتي بعد موافقة الأمم المتحدة والدول الأعضاء، وكل الجنود ستعمل تحت قيادة من الأمم المتحدة، وجميع التجهيزات العسكرية ستوزعها الأمم المتحدة، وكل التحركات ستكون وفقا لقواعد الحرب التي تحددها الأمم المتحدة في إطار مهام حفظ السلام. وتقوم به الصين، يندرج في إطار رسالتها لحفظ السلام في إفريقيا والعالم، وليس سلوكا فرديا نابعا من المصلحة الأنانية.
ثم يجب أن نعلم، أن جنوب السودان هي أحدث عضو في عائلة الأمم المتحدة الكبرى، ونموها واستقرارها يأتي وفقا للأخلاق الدولية، وفشلها أونجاحها يعد إختبارا لقدرة الأمم المتحدة على حفظ السلام العالمي. لقد مر جنوب السودان بحروب طويلة، ويواجه في الوقت الحالي أزمة الحرب الأهلية، لذا فإن كل الدول الكبرى التي تحمل رسالة ومسؤولية، لايمكنها أن تبقى متفرجة على متاعب هذا العضو الجديد في عائلة الأمم المتحدة الكبيرة. ولذلك، يجب التحذير من الدعوى التي تتهم الصين بالتوسع، وتشويه مسعاها بأنه يأتي في إطار حماية مصالحها النفطية.
إن إرسال الصين لـ 700 جندي إلى الخارج، ليس هدفه تأسيس قاعدة عسكرية في الخارج، فالصين مازالت تلتزم بصرامة بسياستها الخارجية التي لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وإلتزام الحياد بين أطراف النزاع. ورغم ذلك، فإن التحرك الصيني، سيؤثر على موازين القوى في المنطقة، لكنه يصب في صالح الإستقرار والسلام في المنطقة. في ذات الوقت، يجب الإشارة إلى أن الصين لا توسع من حجم قواتها الخاصة بحفظ السلام، إلا بناء على طلب من الأمم المتحدة والدولة المعنية، في إطار مشاركتها الإيجابية في حفظ السلام والإستقرار في العالم والقارة الإفريقية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn