بكين 25 سبتمبر 2014 /ما نستخلصه من معظم أفلام هوليوود أن الأمريكيين دائما يرغبون في أداء دور المنقذ العظيم للعالم. لكنهم ينسون غالبا أن مثل تلك الفكرة ليس لها أساس في الواقع.
لقد مر 13 عاما تقريبا منذ أن شنت الولايات المتحدة حربا شاملة ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر مباشرة و11 عاما على غزو العراق.
ولكن البلدين والمنطقة ككل لا زالا يغوصان فى مستنقع الحروب وتعيش شعوبهما في كوابيس، في حين لا زال الفزع الأكبر الناجم عن الإرهاب والتطرف آخذ في التعمق والانتشار في المنطقة.
والآن مع الفوضى التي يثيرها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا يبدو أن واشنطن تعتزم المضي على نفس المسار الخطير والعقيم مثلما فعلت من قبل.
وبدأ الرئيس أوباما، الواثق تماما في القوة الدولية للولايات المتحدة وتفوقها العسكري، في حشد التأييد الدولي لبناء تحالف دولي بقيادة الولايات امتحدة بهدف تدمير ما أطلق عليه "شبكة الموت".
ومن افغانستان إلى العراق نشأت التحالفات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة الواحد تلو الآخر لكن هدفها الأوحد وهو القضاء على الإرهاب لا زال بعيدا عن التحقيق.
وبدلا من تحقيق هذا الهدف ،فإن الخوف والكراهية اللذين غذاهما المتطفلون الأجانب في الشرق الأوسط خلقا بيئة خصبة للإرهاب والتطرف. وأصبحت الجماعات الجديدة مثل تنظيم الدولة الإسلامية أكثر تطرفا ووحشية عن سابقتها مما يشكل تهديدا أمنيا أكبر للعالم بأسره.
على الجانب الآخر دعت الصين المجتمع الدولي إلى التوصل إلى "تفكير جديد وخطوات جديدة" في التعامل مع الإرهاب.
وخلال الكلمة التي ألقاها أمام مجلس الأمن قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لابد أن يلعبا الدور الرائد في مكافحة الإرهاب العالمي وإن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على الوحدة وتحقيق تنسيق فعال وإتخاذ خطوات ملموسة.
لكنه قال إن هناك حاجة لمواجهة الأعراض والأسباب الجذرية للإرهاب، ودعا لوضع منهج متكامل يشمل الإجراءات المتخذة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والأمنية والفكرية والأيديولوجية.
وفي الوقت الراهن لا يجب أن تعلن الولايات المتحدة نفسها زعيمة لمكافحة الإرهاب الدولي لأنها تبنت معايير مزدوجة فيما يتعلق بهذا الأمر منذ وقت طويل مما يكشف ضيق أفقها ونواياها الضبابية.
ويبدو أن بلاد العم سام لها قواعدها الخاصة في وصف كلمة الإرهاب بل واستخدامها كحجة واهية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
فعلى سبيل المثال خلق التدخل الأمريكي في الأزمة السياسية السورية مساحة لتنامي قوة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تواطأت معه الولايات المتحدة في البداية سرا حتى أصبح الوضع خارجا عن نطاق السيطرة.
إضافة إلى ذلك لا يجب أن يتم استغلال مكافحة الإرهاب الذي أصبح قضية مشتركة للمجتمع الدولى ،من دولة واحدة بعينها كأداة سياسية لخدمة مصالحها القومية أو ممارسة أي نوع من التعصب الأيديولوجي.
وعلى ما يبدو فان الولايات المتحدة ستكون انتقائية جدا في تشكيل التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية وسيتم استبعاد من لا يتبعون قواعدها أو يخدمون مصالحها مثل سوريا وايران.
لكن بدون تعاون البلدين اللتين تمتلكان أفضل القدرات في المنطقة لمواجهة تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية فإن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب مصيره الفشل بل وربما يكون له نتيجة عكسية أحيانا.
ومن الأفضل أن تتخلى واشنطن عن أوهامها المتعلقة بكونها منقذ العالم في حرب مكافحة الإرهاب وأن تلتزم بشكل فعلي بالتعاون الدولي الذي تقوده الأمم المتحدة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn