بيروت 10 سبتمبر 2014 / حذر تقرير نشرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا (اسكوا) هنا اليوم (الأربعاء) من ان 90 في المائة من السوريين سيعيشون تحت خط الفقر في حال استمرار الازمة في عام 2015.
وذكر التقرير الذي حمل عنوان (النزاع في الجمهورية العربية السورية: تداعيات على الاقتصاد الكلي وعقبات في طريق الاهداف الانمائية للالفية) ، ان خسائر الاقتصاد السوري بلغت 140 مليار دولار منذ انطلاق الازمة.
وأشار الى أن عام 2013 كان "الاسوأ منذ انطلاق الازمة في سوريا وأنه شهد تدهورا كبيرا في المؤشرات التنموية وتزايد النازحين وتقلص الاقتصاد وانخفاض سعر صرف الليرة السورية ما ادى الى ارتفاع هائل في الاسعار بالاضافة الى اتساع عجز الموازنة بسبب تقلص الايرادات الضريبية وعائدات النفط".
وأشار الى انخفاض الصادرات بشكل كبير، في ظل تفاقم العجز في الميزان التجاري بفعل العقوبات المفروضة على التجارة الخارجية والمعاملات المالية.
ولفت التقرير الى تراجع الخدمات العامة نتيجة تدمير محطات الطاقة ومضخات المياه ومحطات معالجة الصرف الصحي ووسائل ومحطات النقل والمستشفيات والمدارس وآبار وخزانات وأنابيب النفط ومشتقاته وأعداد كبيرة جدا من الأبنية السكنية.
وكشف ان الناتج المحلي الاجمالي في سوريا تراجع من 60 مليار دولار في 2010 الى نحو 33 مليار دولار في العام 2013 لتبلغ الخسارة الاجمالية للناتج المحلي الحقيقي خلال السنوات الثلاث الماضية حوالي 70 مليار دولار(بأسعار 2010).
ولفت التقرير الى ان الاقتصاد السوري دخل في ركود تضخمي بسبب انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل العملات الاخرى في السوق السوداء ما ادى لارتفاع الاسعار بنسبة 173 في المائة بينها اسعار المواد الغذائية والمشروبات التي ارتفعت الى نسبة تقارب 108 في المئة بين 2012 و2013.
وقدر التقرير مجموع خسائر الاقتصاد السوري في السنوات الثلاث الاخيرة للنزاع بحوالي 139.77 مليار دولار بينها 95.97 مليار دولار تكبدها القطاع الخاص فيما بلغت خسائر القطاع العام 43.8 مليار دولار.
وأشار الى ان احتياطي المصرف المركزي السوري من العملات الاجنبية انخفض بنسبة 67 في المائة خلال 3 سنوات فقط من اجل تثبيت سعر صرف الليرة عند حدود 150 الى 160 ليرة للدولار مؤكدا ان سوريا تراجعت من المرتبة الثالثة عربيا في تحقيق "اهداف الالفية" في عام 2010 الى المرتبة ما قبل الاخيرة قبل الصومال.
وذكر التقرير في هذا الصدد أن نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر شهدت ارتفاعا كبيرا من 18 في المائة في 2010 لتصل في عام 2015 الى حوالي 90 في المائة من السوريين في حال استمرت الازمة.
وأشار الى ان نسبة الالتحاق الصافي للطلاب بالتعليم الاساسي انخفضت من حوالي 98 في المائة في عام 2011 الى 70 في المئة في عام 2013 مشيرا الى ان النزاع اثر بصورة اكبر على تعليم البنات لاسيما في المرحلتين الثانوية والعالية.
ولفت التقرير الى تدهور معدلات تحصين الاطفال ضد الامراض وارتفاع معدل وفيات الامهات عند الولادة كما سجل تزايدا كبيرا في اعداد المصابين بامراض كالحصبة والتيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي والغدة النكافية واللاشمانيا فضلا عن ظهور امراض كانت قد اختفت من سوريا مثل شلل الاطفال نتيجة تراجع الخدمات الصحية.
ورأى أن "إنقاذ سوريا يستدعي وضع خارطة طريق، ركيزتها الأولى تضافر الجهود الدولية والداخلية، من أجل التوصل إلى حل سياسي تتخذ فيه جميع الأطراف خطوات شجاعة لوقف النزيف البشري والمادي، وذلك انطلاقا من إدراكها لمسؤوليتها التاريخية وحرصا على مستقبل الدولة والشعب السوريين".
يذكر ان تقرير الاسكوا يعتمد على بيانات المؤسسات الحكومية السورية وعلى بيانات مؤسسات ووكالات الامم المتحدة وعلى تحليلات ومعلومات كبار خبراء الاسكوا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn