القدس 8 سبتمبر 2014 / أكد مدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى اي ايه) اقتناعه بأن عمليات القتل الانتقائية التى استخدمتها القوات الأمريكية بالفعل فى أجزاء من الشرق الأوسط، تعد عنصرا رئيسيا فى أية استراتيجية امريكية لمواجهة مسلحى الدولة الإسلامية.
وأكد الجنرال مايكل هايدن فى مقابلة أجرتها معه صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية اليومية ، نشرت منها مقتطفات اليوم (الإثنين) " ان الإستراتيجية المطلوبة هى سياسة الاغتيالات. وعلينا أن نعمل ضد (الدولة الاسلامية) على النحو الذى قمنا به ضد القاعدة، وهو الوصول إليهم وتحييدهم."
كان هايدن البالغ من العمر 69 عاما ، اكبر ضابط فى وكالة الاستخبارات المركزية فى الجيش الأمريكى خلال عام 2006، وكان يلقب بـ(كبير جواسيس امريكا) حيث يعتبر الشخص الوحيد الذى تقلد اكبر اربعة مناصب فى الحقل الاستخباراتى.
وخلال توليه مهام منصبه فى وكالة الاستخبارات الأمريكية ، طالب الرئيس الأمريكى جورج بوش الإبن بتبنى سياسة الاغتيال الإنتقائى ضد كبار زعماء القاعدة، وهى الإستراتيجية التى يريد أن تستخدم الآن ضد الدولة الإسلامية، وهى جماعة سنية متشددة صدمت العالم بسيطرتها على أجزاء واسعة من سوريا والعراق فى وقت سابق من هذا العام وهددت بإعادة رسم الحدود الجيوسياسية.
وقال هايدن لمراسل شئون الاستخبارات بالصحيفة رونين برجمان " جئت إلى بوش وقلت له ، لا نملك امكانية وقف هؤلاء الناس، ولكن علينا اقتلاعهم من ساحة المعركة، بطريقة أو بأخرى."
واضاف " القرار لم يكن هينا . اسرائيل هى البلد الوحيد فى العالم ، التى تعتقد مثل الولايات المتحدة ان عمليات الاغتيال أمر شرعى. وانا اعتقد انه شرعى ، ولكن لانملك حول العالم اصدقاء يعتقدون بشرعية الاغتيالات بخلاف اسرائيل، كان واضحا امامنا اننا نسير على خط رفيع بالنظر الى الرأى العام العالمى."
وقال هايدن " ولكن الحقيقة ان هذا العمل حقق نجاحا .ان افراد القاعدة اصبحوا غير قادرين على الحاق الضرر"، مشيرا الى ان عمليات القتل المستهدف ، تنفذ بشكل متكرر من خلال الطائرات بدون طيار المسلحة، وقد أجبرت تلك الهجمات قادة القاعدة بمن فيهم اسامة بن لادن على الاحتماء بمنطقة الحدود الباكستانية الأفغانية.
وحول انتقادات جماعات الجماعات الحقوقية فى الولايات المتحدة وخارجها للضربات الانتقائية التى اصبحت تكتيكا متكررا فى الحرب الأمريكية ضد الإرهاب،اوضح هايدن ، انه كان على وعى بطبيعة إشكالية هذا "العمل الهجومى" ضد زعماء المتشددين الذى يمكن أن يسفر عن خسائر فى صفوف المدنيين.
وفى المقابلة التى ستنشر كاملة الجمعة المقبلة ، اكد هايدن على التعاون الاستخبارى الوثيق بين اسرائيل والولايات المتحدة، معلقا على "تسامحه" الشخصى مع الهجوم الدموى الأخير على قطاع غزة، وصداقته مع رئيس الموساد مائير داجان.
ومع ذلك، اضاف هايدن انه رغم ، التعاون الوثيق بين الجانبين ، فإنه تنشأ فى أحيان كثيرة خلافات بين اجهزة الاستخبارات الخاصة بالحليفين .
واكد هايدن، ان الخلافات بين الجانبين ظهرت على السطح بشأن الملف النووى الإيرانى ، واستطرد قائلا ان الإسرائيليين قدروا ان الجمهورية الإسلامية ستمتلك اسلحة نووية جاهزة للعمل بشكل أسرع مما تتوقعه الولايات المتحدة.
وقال ان " اسرائيل نظرت الى نفس المعلومات وقيمت الأمر بإطار زمنى اقصر، ولكن بشكل عام انا اتفهم الموقف، انه طبيعى ، فأنت اقرب الى الخطر، ولو كنت ضابطا فى المخابرات الاسرائيلية لفعلت الشىء مثله. "
وتطرق هايدن الى قضية اخرى احرجت المخابرات الأمريكية، وهى الكشف عن الآلاف من الوثائق السرية لوكالة الامن القومى الأمريكية الى الإعلام فى منتصف عام 2013 على يد الموظف الامريكى فى وكالة الامن القومى إدوارد سنودن .
واكد هايدن انه" فى تاريخ المخابرات الامريكية ، لم يحدث شىء أشد تدميرا من قضية سنودن."
وفى إفشاء نادر ، ذكر هايدن للصحيفة الإسرائيلية أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تلقت لطمة " بفقدانها الوصول إلى العديد من المصادر الاستخباراتية الهامة، وهو مالم يحدث فى تاريخ وكالة الأمن القومى الأمريكية أن تفقد هذا العديد الكبير من المصادر فى ذلك الوقت الوجيز."
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn