أجاز الرئيس الأمريكي باراك أوباما 26 أغسطس الجاري القيام بطلعات استطلاعية فوق سوريا باتجاه القيام بعمل عسكري أمريكي مباشر في سوريا لضرب الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروفة اختصاراً بـ" داعش".
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم 25 أغسطس الجاري استعداد بلاده للتعاون مع أمريكا وبريطانيا وغيرها من الشركاء الدوليين في الحرب ضد الإرهاب.
ويعتقد لي وي جيان مدير مركز دراسات السياسة الخارجية بمعهد شانغهاي للدراسات الدولية أن ابداء الحكومة السورية استعدادها لتعاون في الحرب ضد الإرهاب لتحويل رأس الحربة نحو الإرهاب من ناحية، ومن ناحية أخرى، مساهمة تعاونها مع أمريكا وغيرها من الدول الغربية في هذه القضية في بقائها على قيد الحياة في المستقبل.
لكن، هل يمكن أن تقبل أمريكا المشغولة بمحاربة الدولة الإسلامية والمنظمات المتطرفة الأخرى دعوة الحكومة الامريكية لتعاون في الحرب ضد الارهاب؟
جاء الرفض الأمريكي بشأن التعاون مع سوريا في مكافحة الإرهاب واضح جدا. وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية يوم 25 أغسطس الجاري عن رفضها التعاون مع الحكومة السورية لمواجهة خطر تنظيم داعش.
وقال لي وي جين، أن شرط امريكا للتعاون مع سوريا سابقا كان اعادة هيكلة الحكومة السورية، وبالتالي من الصعب التوصل معها إلى إي نوع من التعاون أو المصالحة حاليا.
اعداء العدو ليسوا جميعهم اصدقاء لامريكا. وتسبب تزايد زحف "الدولة الإسلامية" في صداعا لأمريكا وسوريا لا يعني أن تحول أمريكا الى صديق حميم للحكومة السورية امر سهل.
وفقا لما نشرته صحيفة ديلي ميلي البريطانية يوم 24 أغسطس الجاري، استولى تنظيم الدولة الإسلامية قبل أسبوع على قاعدة جوية سورية رئيسية في محافظة الرقة، ويعتقد أن بها عشرات الطائرات الحربية والمروحيات والدبابات والمدفعية.
ويعتبر سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على القاعدة الجوية السورية الرئيسية وواحدة من اكبر قواعد الجيش بالرقة بلا شك خسارة فادحة للحكومة السورية. ويعني هذا أن محافظة الرقة قد أصبحت أول محافظة خالية تماما من السيطرة السورية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استياء باراك اوباما الذي يواجه الانتخابات من أسر مقاتلو الدولة الإسلامية رهائن مرارا وتكرارا لاستفزاز وتهديد الحكومة الأمريكية، بالتأكيد سوف يرفع من صوت مكافحة الإرهاب محليا.
وفي الوقت نفسه، تحدث بعض الأخبار عن أن "زعيم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي فر إلى سوريا، جعل أمريكا تدرك بأنها لن تتمكن من تحقيق هدفها لمحاربة داعش على الاراضي العراقية فقط.
وبلا شك، فقد أصبحت الدولة الإسلامية العدو المشترك لأمريكا والحكومة السورية. ومع ذلك، أعلنت أمريكا يوم 25 أغسطس الجاري بوضوح عن رفضها للتعاون مع سوريا لمحاربة الإرهاب. وإن قرار أمريكا الحازم بعدم التعاون مع سوريا ليس بالضرورة سهلا.
قال لي شاو شيان نائب مدير معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، أن الإستراتيجية الأمريكية السابقة هي دعم المعارضة السورية ،إلا أنها لا يمكن أن تستخدم القوات البرية لمحاربة مقاتلي الدولة الإسلامية.
ولان " القوات البرية" غير قوية ولا يمكن التعاون مع الحكومة السورية، فإنه ليس أمام أمريكا سوى نقل " قواتها الجوية" من العراق لتنفيذ ضرباتها في سوريا.
ومع ذلك، شدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم 25 أغسطس الجاري على أن أمريكا بحاجة ضرورية إلى التنسيق والتعاون مع الحكومة السورية قبل استخدام المجال الجوي السوري وتنفيذ الغارات الجوية.
وقال لي وي جيان أن سوريا بعد كل شيء دولة ذات سيادة والسلطة في يد بشار الاسد، وإن عدم موافقته ومساهمته، فإنه انتهاك للقانون الدولي.
بالنسبة لسوريا، فإن أي شكل من أشكال ضرب "داعش" على أراضيها، لن يكون إلا بمساعدة الحكومة السورية. ومع ذلك، ضرب الهدف في دولة أخرى بدون الإبلاغ مثل السارق الذي "يدوس" على كرامتها الوطنية.
يعتقد لي شاو شيان أن أمريكا متناقضة، من جهة تريد محاربة الدولة الإسلامية، ومن جهة أخرى إسقاط حكومة بشار الأسد. والتواصل الأمريكي مع الحكومة السوية قضية مهمة جدا في الوقت الذي تريد تفجير سوريا داخليا. وبالرغم من أن أمريكا رفضت الاتصال مع الحكومة السورية ،إلا أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى تفاهم ضمني مع الحكومة السورية من خلال طرف ثالث او قنوات غير رسمية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn