بكين 18 أغسطس 2014/سيقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة رسمية إلى منغوليا فى يومي 21 و22 أغسطس الجاري ،هي الأولى لرئيس صيني منذ 11 عاما والزيارة الخارجية الثانية الفردية لشي منذ توليه منصبه في مارس 2013.
تهدف زيارة شي إلى تعزيز التعاون الشامل بين الصين ومنغوليا، وتحسين البيئة المحيطة بالصين وتطبيق "التقارب والإخلاص والمشاركة في الرخاء والشمول" بشكل فعال لدبلوماسية الجوار الصينية.
قام شي بزيارة كوريا الجنوبية خلال يومي 3 و4 يوليو .
ترقية العلاقات الصينية المنغولية:
يوافق العام الحالي الذكرى الخامسة والستين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومنغوليا والذكرى العشرين لتعديل معاهدة الصداقة والتعاون بين الصين ومنغوليا. وفي تلك اللحظة التاريخية من المهم للرئيسين الصيني والمنغولي تحديد كيفية صياغة خريطة طريق جديدة للعلاقات بين الصين ومنغوليا.
وخلال الزيارة التي تستمر يومين سيعقد الرئيس شي محادثات مع نظيره المنغولي تساخياجين البيجدورج من أجل تحديد اتجاه التنمية وكذلك المهام الرئيسية والأفكار الأساسية للعلاقات الثنائية التي من المتوقع أن يتم ترقيتها لمستوى أعلى.
ويعد تحسين الثقة المتبادلة والاهتمام بالمصالح الرئيسية للطرفين ومصادر قلقهما شروطا مسبقة لتعزيز تنمية العلاقات السياسية بين البلدين الجارتين. وأعرب خبراء عن اعتقادهم بأن الزعيمين سيكون لهما موقف واضح في هذا الشأن.
وقال هوانغ جيا كوي مدير المجلس الصيني لأبحاث منغوليا "ستؤكد الصين على احترامها استقلال وسيادة ووحدة أراضي ومسار تنمية منغوليا، وكذلك ستدعم خلو منغوليا من السلاح النووي، وفي نفس الوقت ستواصل منغوليا دعم موقف الصين المتعلق بالتبت وشينجيانغ وتايوان".
وقال وانغ شياو لونغ السفير الصيني إلى منغوليا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن تعزيز تنمية العلاقات بين الصين ومنغوليا يحظى بالتوقيت الملائم والظروف المواتية والدعم الشعبي.
وقال "يعلق الزعماء ووسائل التواصل الاجتماعي والمفكرون وعامة الشعب في منغوليا آمالا عظيمة على زيارة الرئيس الصيني ويعتبرونها فرصة هامة لمواجهة الصعوبات الاقتصادية وتحقيق التنمية طويلة المدى".
تعزيز التعاون البراجماتى:
مما لا شك فيه أن التعاون الاقتصادي والتجاري هو حجر الزاوية للعلاقات الصينية المنغولية. وخلال الزيارة سيبحث الرئيس الصيني مع الزعماء المنغوليين الطرق الفعالة لتوسيع وتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية المتبادلة.
وأعرب خبراء عن اعتقادهم بأن رئيسي البلدين سيحرصان على تطبيق مبدأ "ثلاثة في واحد وتعزيز العلاقات بشكل تنسيقي" في تنمية الموارد المعدنية وبناء البنية التحتية والتعاون المالي من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ورفعه لمستوى أعلى.
وقال هوانغ "قد تركز الصين ومنغوليا على بعض القضايا الهامة مثل زيادة حجم التبادل التجاري وتحسين بنية التجارة الخارجية والاستثمار وتعزيز التحديث الصناعي وتطوير ربط السكك الحديدية والطرق السريعة والكهرباء، وكذلك دعم التعاون في مجالات هامة ومشروعات كبيرة النطاق".
وأكدت الاحصاءات أن الصين ومنغوليا تمتلكان قاعدة مستدامة لتعزيز التنمية في هذا المجال. وظلت الصين أكبر شريك تجاري واستثماري لمنغوليا خلال العشرة أعوام الماضية، ووصل حجم التبادل التجاري إلى 6 مليار دولار أمريكي في عام 2013 أي ما يعادل 20 مرة ضعف تقريبا نظيره فى عام 2002 وأكثر من نصف حجم التجارة الخارجية الإجمالية لمنغوليا.
وفي المستقبل ستظل المزايا الجغرافية والجوانب التكاملية بين الجانبين العوامل المحفزة للتعاون الاقتصادي والتجاري.
تتشارك الصين ومنغوليا في 14 معبرا حدوديا للصادرات والواردات مع ميزة مسافة أقصر للنقل بتكلفة أقل. وتستورد الصين الفحم والنفط والمعادن والماشية وغيرها من المنتجات الأولية من منغوليا، في حين تصدر لها المنتجات الكهروميكانيكية والزراعية ومواد البناء والمنسوجات./يتبع/
تقرير إخباري: زيارة الرئيس الصيني لمنغوليا تكشف عن خريطة طريق جديدة للعلاقات بين البلدين (إضافة أولى وأخيرة)
وقال تشو شينغ رئيس المعهد الصيني للدراسات الدولية "تحاول الصين تحقيق الحلم الصيني، كما تمر منغوليا أيضا بمرحلة حرجة في التنمية الاقتصادية ،وهو ما يؤكد أنه ستكون هناك سياقات جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين".
كما ستعزز الزيارة المرتقبة التفاهم المتبادل بين شعبي الصين ومنغوليا والصداقة الدائمة بين البلدين.
وأعرب خبراء عن اعتقادهم بأن الرئيسين الصيني والمنغولي سيحثان الحكومات المحلية والمجتمع المدني والجامعات على تنظيم نماذج متعددة المستوى للتبادلات الثقافية، وحث الإدارات المعنية على تطبيق اتفاقيات وبرامج التعاون الثنائي في قطاعات الطاقة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا.
ومع تجاوز عدد الزوار المنغوليين للصين المليون شخص سنويا بهدف السياحة أو التعليم أو العلاج تزايد "الهوس بالصين" بين الشباب المنغوليين. وتجتذب منغوليا أيضا عددا كبيرا من السائحين الصينيين بفضل الطبيعة الساحرة التي تتميز بها. وأعلنت البلدان عام 2014 "عام التبادلات الودية بين الصين ومنغوليا".
وقال السفير الصيني السابق الى منغوليا قاو شو ماو ان"نقل مطالب الشعبين الصيني والمنغولي عامل دفع لتطوير العلاقات الثنائية، وهما المحرك الرئيسي للتبادلات في مختلف المجالات".
خطوة أخرى في الدبلوماسية الخارجية:
تعد زيارة الرئيس شي لمنغوليا خطوة هامة أخرى في دفع استراتيجية الدبلوماسية الخارجية فى محيط الصين وتعزيز التعاون في شمال شرق آسيا وهو ما سيساعد في خلق بيئة محيطة تتميز بالسلم والاستقرار.
وتولي القيادة الجماعية الجديدة للصين اهتماما كبيرا بتعزيز الدبلوماسية فى محيط البلاد . وقام الرئيس شي بزيارة روسيا وبعض الدول الآسيوية المجاورة خلال العامين الماضيين.
وقال هاو شي يوان مساعد رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن منغوليا منطقة استراتيجية هامة في شمال شرق آسيا وإن تطوير العلاقات بين الصين ومنغوليا سيكون له آثار إيجابية على الاستقرار والتعاون في شمال شرق آسيا.
وقال هاو إن "تحقيق التنمية المستقرة والمستدامة للعلاقات بين الصين ومنغوليا سيساعد في القضاء على عوامل عدم الاستقرار في الأمن الاقليمي لمنطقة شمال شرق آسيا".
وأعرب تشو عن اعتقاده بأن زيارة شي لمنغوليا تعكس السياسة الخارجية للصين لبناء "جوار سلمي وهاديء ومزدهر" وهو خطوة هامة لدفع استراتيجية الدبلوماسية الخارجية لبكين.
وقال قاو إنه لا توجد موضوعات تاريخية عالقة بين الصين ومنغوليا ولا زالت الحدود بينهما هادئة.
وقال "لعبت الصين ومنغوليا دورا نموذجيا يحتذى به في القضايا الحدودية، وجذبت العلاقات الودية وحسن الجوار بين البلدين اهتمام غيرهما من الدول المجاورة".
وقال هوانغ "ان زيارة شي لمنغوليا ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي المتبادل بين البلدين والتنسيق في الشؤون الدولية والاقليمية وهو ما يحفز تحقيق السلام والاستقرار والرخاء في شمال شرق آسيا على المدى البعيد".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn