تعليق: هيروشيما في العقل والسلام في الوجدان

بكين 6 أغسطس 2014/ عندما يتجمع الناس في هيروشيما اليوم (الأربعاء) لإحياء الذكرى الـ69 للقصف الذري الأمريكي لهذه المدينة اليابانية يكون ذلك يوما لتذكر وحشية الحرب والصلاة من أجل السلام .

فقبل 69 عاما، ألقت قاذفة أمريكية طراز "بي-29" قنبلة ذرية، تسمى "ليتل بوي"، على هيروشيما. وبعدها بثلاثة أيام، سويت المدينة الساحلية اليابانية ناجازاكي بقنبلة نووية ثانية.

وأباد الهجومان مئات الآلاف من الأشخاص وخلفا ناجين عانوا آلاما لا تحتمل بقية حياتهم جراء التعرض للإشعاع .

ويعد ذلك تذكيرا قاسيا بأن الحرب تجلب المعاناة للجميع وبأن السلام صعب المنازل ثمين للغاية.

لقد كانت اليابان هي المعتدي في الحرب العالمية الثانية وكبدت جيرانها في آسيا خسائر مروعة في الأرواح ودمارا هائلا .

كما سقط الشعب الياباني، المحب للسلام شأنه شأن الشعوب الأخرى حول العالم، سقط ضحية بعدما زجت حكومة متشبعة بالروح العسكرية ببلاده في أتون الحرب.

وحتى يومنا هذا، مازالت اليابان الدولة الوحيدة التي تعرضت لهجوم بقنبلة ذرية.

وللحيلولة دون تكرار هذه المأساة، لا ينبغى على المرء أن يتذكر فقط هذه المعاناة، وإنما عليه أيضا التعلم من التاريخ.

وللأسف وعلى نحو ينذر بالخطر، لم تبد الحكومة اليابانية الحالية برئاسة شينزو آبي سوى احترام ضئيل للتاريخ وشرعت في تنفيذ أجندة حافلة بذكريات النزعة العسكرية السيئة، الأمر الذي ساهم في تصاعد التوترات بين اليابان وجيرانها ومن بينها الصين.

وبزيارة ضريح ياسوكوني حيث يتم تكريم مجرمي حرب يابانيين من فترة الحرب العالمية الثانية، أغفل آبي مشاعر شعوب الدول المجاورة التي لا يمكنها نسيان الأعمال الوحشية التي ارتكبها المعتدون اليابانيون.

ومن خلال تفريغ الدستور السلمي فيما بعد الحرب من محتواه للسماح بممارسة حق الدفاع الذاتي الجماعي، يزيل آبي الأساس الذي ترتكز عليه يابان سلمية ويضع البلاد على طريق خطرة.

وكل هذا يدعو على نحو أكبر إلى إقامة هذه الذكرى.

ووفقا للدعوة التي وجهها عمدة هيروشيما كازومي ماتسوي في إعلان السلام الذي صدر يوم الأربعاء، يتعين على الحكومة اليابانية تقبل الحقيقة التي تقضى بأن اليابان تجنبت الحرب لمدة 69 عاما بفضل السلمية النبيلة للدستور الياباني، ولابد لليابان من أن تظل أمة سلام قولا وفعلا .

وفي يوم معاناة كهذا، يهدف تذكر التاريخ إلى حماية السلام . إنه صوت الشعب الذي يتعين على آبي الانتباه إليه.