بقلم هاشم وانغ
بكين 5 أغسطس 2014/أكد المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط وو سي كه أن مبادرة السلام التي طرحها وزير الخارجية الصيني وانغ يي تعكس عزم الصين على دفع وقف إطلاق النار ودعمها الدائم والثابت للقضية الفلسطينية وأملها في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، لافتا إلى أن الصين تهتم بدور مصر المحوري في الشرق الأوسط والعالم العربي وتحرص على تدعيم تعاونها البراغماتي مع القاهرة.
صرح بذلك المبعوث الخاص وو سي كه خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الاثنين، قائلا إن الجهود الصينية للدفع من أجل حل القضية الفلسطينية مستدامة ومتسقة، وإن مبادرة السلام ذات النقاط الخمس التي قدمها وانغ يي خلال زيارته للقاهرة، التي استمرت يومين، لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تعتبر تفصيلا وتلخيصا منهجيا بصورة شاملة للقضية الفلسطينية منذ بدء إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هذه المرة.
وأضاف أن زيارة السيد وانغ يي لمصر تهدف إلى تنفيذ تعهد الصين بتقديم مساعدات مالية قيمتها 1.5 مليون دولار أمريكي لقطاع غزة.
وأكد وو أن الصين تواصل، جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي، بذل جهودها للدفع من أجل حل القضية الفلسطينية بشكل جذري، وتسعى منذ بداية القضية لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط عبر مفاوضات السلام.
ولفت إلى أن جهودا صينية حثيثة تتواصل بعدما طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ الرؤية الصينية المؤلفة من أربع نقاط حول تسوية القضية الفلسطينية والتي تبعتها سلسلة من الأنشطة الدبلوماسية.
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح رؤية من أربع نقاط للدفع من أجل حل القضية الفلسطينية خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزائر بالعاصمة الصينية بكين في 6 مايو 2013، حيث أكد الرئيس الصيني أنه من الضروري التمسك بالاتجاه الصحيح المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة والتعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل, وأن التفاوض السلمي هو الطريق الواقعي الوحيد الذي يؤدي إلى مصالحة فلسطينية - إسرائيلية، وأن الأرض مقابل السلام والمبادئ الأخرى تعد أساسا هاما لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط ، وأن الدعم الدولي ضامن ضروري لدفع عملية السلام إلى الأمام.
وقال السيد وو سي كه إن الصين كانت من أوائل الدول التي شرعت في القيام بجهود وساطة بعد اندلاع الاشتباكات الجارية حاليا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف وو، الذي كان من المقرر أن يعود إلى بكين عقب اختتام زيارته إلى العراق وتركيا وإيران يوم 15 يوليو الماضي، أنه توجه إلى فلسطين وإسرائيل منذ بداية إطلاق النار للقيام بدبلوماسية مكوكية بغية تحقيق تهدئة بين الجانبين.
ولدى حديثه عن دعوة وانغ يي إلى علاقات ثنائية مع مصر تنطلق من منظور إستراتيجي وبراغماتي ومستدام، قال وو إن ذلك يبرهن على اهتمام الصين بالدور الهام والمحوري الذي تطلع به مصر في المنطقة والعالم العربي.
وقال السيد وو إن بكين والقاهرة تحرصان تماما على تطوير وتعزيز علاقاتهما الثنائية في شتى المجالات، مشددا على أن تعزيز العلاقات الصينية - المصرية يتفق تماما مع المصالح المشتركة للجانبين.
وأشار إلى أن العلاقات التقليدية بين الدولتين جيدة وتتطور في اتجاه ايجابي، مضيفا "بالرغم من أن مصر تمر حاليا بفترة انتقالية وتواجه مصاعب كثيرة، إلا أن الصين لا تزال تؤكد في مختلف المحافل أن مصر دولة كبيرة ومؤثرة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي كما أعربت مؤخرا عن دعمها للمبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في غزة ولجهود القاهرة المتواصلة في هذا الصدد".
ويرى وو أن الصين تهتم بتطوير علاقاتها السياسية مع مصر، وينعكس ذلك من خلال ما تقدمه لها من أوجه دعم ومساعدة وكذلك من خلال مساندتها لسلسلة من القرارات السياسية التي اتخذتها الحكومة المصرية.
وأضاف أنه على الصعيد الاقتصادي، ثمة إمكانات هائلة للتعاون بين الصين ومصر، حيث تتمتع الدولتان بمستقبل مشرق وواعد فيما يتعلق بتعزيز تفاعلاتهما البراغماتية.
وتحدث وو سي كه عن عدم مغادرة الشركات الصينية لمنطقة التعاون الاقتصادي التجاري بإقليم قناة السويس أثناء الاضطرابات التي عاشتها مصر مؤخرا، مؤكدا على أن ذلك يرجع إلى الأهمية التي يوليها الجانب الصيني للتعاون بين الدولتين وتشجيعه على بقاء الشركات الصينية واستمرارها في مزاولة عملها على أرض مصر، وأنه بناء على دعوة وانغ يي، سيتم وضع مشروعات في مجالات عدة من بينها البنية التحتية موضع التنفيذ.
وقال وو إنه عقب زيارة وانغ يي، سيستمر التنسيق بين الصين ومصر في الشؤون الدولية وغيرها من المجالات، مشيرا إلى أن "الصين تقوم بكل صدق بتعاون براغماتي مع مصر باعتبارها أحد الأصدقاء القدامي".
وتابع قائلا إن مصر، من جانبها، تشعر بمصداقية الصين وترغب أيضا في تطوير العلاقات والاستفادة مما تمتلكه الصين من خبرات وتكنولوجيات، إذ أن اقتصادي البلدين متكاملان إلى حد كبير ويمكن أن يحققا منفعة متبادلة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت مصر ستواصل سعيها للانضمام إلى مجموعة دول بريكس، قال وو سي كه إن مصر ستركز في الوقت الحاضر على تجاوز الصعوبات وتحقيق الاستقرار وتطوير الاقتصاد، مضيفا أن مصر لديها شعور قوي بالمسؤولية وتود أن تلعب دورا على المسرحين الإقليمي والدولي، وستكون هناك فرص لمشاركتها في هذه المنظمة في المستقبل.
كما تحدث المبعوث الخاص وو، الذي قام بالعديد من الزيارات إلى مصر، عن الأوضاع المصرية حاليا من منظور شخصي، قائلا إنه بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاضطرابات، يريد المواطنون المصريون عودة الاستقرار ويدعمون السياسات التي تصب في صالح تحقيق الاستقرار.
وأضاف أنه من الضرورة بمكان أن تعمل مصر على تطوير اقتصادها وتدعيم ركائزه من خلال التعاون مع الخارج، ولكن المجتمع المصري يواجه حاليا ضغوطا ضخمة من قبل التيار المتطرف، ومن ثم تحتاج مصر إلى توخي الحذر إزاء أي حالة من عدم الاستقرار المحتمل.
واختتم وو سي كه حديثه قائلا إن مصر تسير حاليا في الاتجاه الصحيح تحت قيادة الرئيس السيسي، وهناك آمال كبيرة في تقدم الاقتصادي المصري رغم الصعوبات القائمة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn