الكويت 25 يونيو 2014 / قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تابعت ببالغ الاستياء والقلق والحزن الشديد ما شهدته البلاد مؤخرا من توتر ولغط وسجال وإدعاءات حول وقائع تشكل إن صحت جرائم خطيرة لا يمكن السكوت عليها أو التهاون بشأنها لأنها - وأقول إن صحت - تهدد أمن الوطن ودستور الدولة ومؤسساتها وسلطاتها العامة وتمس القضاء المشهود له بالنزاهة والأمانة.
وأضاف الشيخ صباح الأحمد الجابر- في كلمة وجهها اليوم ( الأربعاء) لإخوانه وابنائه المواطنين الكرام وفقا لوكالة الانباء الكويتية - لقد ساءني كما اساءكم ما ازدحمت به وسائل الاعلام المختلفة وأدوات التواصل الاجتماعي من نشاط محموم في تناقل الاتهامات والاقوال المرسلة في كل الاتجاهات من غير دراية ولا تمحيص وبما طال كل الاطراف في اساءة إلى سمعة الناس وكراماتهم دون سند أو دليل وباتت المواقف تبنى وفقا للحسابات والأهداف الخاصة بعيدا عن الموضوعية والحق والعدالة على نحو يرفضه الدين والمنطق السليم ويجافي ما جبلنا عليه من قيم ومبادئ أصيلة. وأشار إلى أن هذه التصرفات غير المسؤولة تخالف تعاليم ديننا الحنيف الذي أمر المؤمنين أن يتبينوا حتى لا يصيبوا قوما بجهالة ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة ونهى عن الفجور في الخصومة وعن الفحش في القول والعمل.
وأضاف أنه كانت لي لقاءات أخوية مع العديد من المواطنين اتسمت بالصراحة والوضوح ولمست لديهم قلقا جراء التوتر والجدل العقيم وعدم الاستقرار الذي يكاد يصيب الدولة ومؤسساتها بالجمود ووجوب الخروج من هذه الدوامة لتنطلق مسيرة العمل والبناء والتنمية الشاملة. وقال الأن وبعد أن أصبحت هذه القضية برمتها تحت يد النيابة العامة التي تسلمت كافة المستندات والأوراق والبيانات المتعلقة بها فانه يجب على الجميع - وأقول الجميع - أن يكفوا عن المجاهرة بالخوض في هذا الموضوع انتظارا لكلمة قضائنا العادل الذي يشهد له الجميع بالامانة والحيادية والنزاهة وهي الكلمة الفصل لتحسم جدلا طال أمده. وأؤكد لكم بأنه لن يكون هناك أي تهاون أو تساهل تجاه من يثبت ضلوعه في جرائم الاعتداء على المال العام أو التكسب غير المشروع أو غيرها من الجرائم كما يجب على كل من لديه معلومات أو مستندات تتعلق بهذه القضية أن يبادر إلى ابلاغ النيابة العامة بما لديه فهذا واجب وطني وشهادة حق يجب أداؤها عملا . وقال أمير الكويت لقد أصبح واضحا أن الاصرار على إثارة هذه القضية وأمثالها ونشر الشائعات حولها رغم احالتها إلى النيابة العامة بالاضافة إلى تواتر افتعال الأحداث والأزمات لا يمكن أن يكون أمرا عفويا أو وليد الساعة بل هو جزء من مخطط مدروس واسع النطاق يهدف إلى هدم كيان الدولة ودستورها وتقويض مؤسساتها وزعزعة الامن والاستقرار فيها وشل أجهزتها والقضاء على القيم والثوابت التي بني على اساسها مجتمع الكويت ونزع ثقة المواطنين في مستقبل بلادهم واضعاف الوحدة الوطنية وتمزيقها فئات متناحرة وطوائف متناثرة وجماعات متنازعة حتى تصبح الكويت لا قدر الله لقمة سائغة وفريسة سهلة للحاقدين والطامعين. وتساءل هل ترضون هذا المصير المظلم "لأمكم" الكويت النعمة الغالية التي انعمها الله على أجدادكم وبها أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف والتي كفلت لكم ولأبنائكم الحرية والكرامة والرفاة والحياة الكريمة وهل جزاء الإحسان إلا الاحسان.وقال إن حماية أمن الكويت وسيادتها واجب مقدس نذرنا أنفسنا له ولن نتراخى في أدائه وهو أمانة في عنق كل مواطن نتعاون جميعا في حملها وحسن أدائها ونؤكد اليوم ما أكدناه دائما أنه لا تهاون في حماية أمن الوطن وسلامة المواطنين ولن نسمح بالمساس بالقضاء أو التطاول على السلطات العامة. وأضاف ليفهم الجميع أننا لا ندعو أو نسمح بالتستر عن الفساد والفاسدين ولا نقبل السكوت عن أي انتهاك لحرمة المال العام بل نعلنها على رؤوس الأشهاد بأننا نقف بكل حزم وقوة في مواجهة كل من تسول له نفسه الاعتداء على المال العام فهو مال الشعب.. وندعو المواطنين - كل المواطنين - بل نطلب منهم عدم التستر على الفساد أو انتهاك المال العام أو الخروج على القانون والمبادرة بالقنوات القانونية إلى تقديم ما لديهم من معلومات إلى الجهات المختصة.
وقال الشيخ صباح الجابر الصباح يا أبناء وطني المخلصين .. يا أهل الكويت الأوفياء إنه ليؤلمني أشد الألم أن تحدث هذه التصرفات والممارسات بينما الكويت تتعرض لأخطار جسيمة وتواجه تحديات خطيرة فالنيران المشتعلة حولنا يكاد لظاها يصلنا والمشردون من ديارهم تجاوزت أعدادهم الملايين والضحايا يتساقطون مئات يوما بعد يوم. وأشار إلى إننا الأن أحوج ما نكون إلى التكاتف والتلاحم والوقوف صفا واحدا للنجاة من هذه الأخطار التي عصفت وتعصف بمن كانوا أكثر قوة وأعز نفرا .. إننا الأن لا نملك ترف الخلاف والانقسام والجدل العقيم والألاعيب السياسية الخاصة بينما الكوارث على الأبواب.. فهل أنهم واعون لما يجري غير بعيد عنا؟ والعاقل من اتعظ بغيره. إن أمن الوطن واستقراره وسيادة القانون واحترام القضاء فوق الحريات وقبل كل الحريات.
واختتم كلمته قائلا بقدر اعتزازنا بقيمة الحرية كإنجاز حضاري نفتخر به ، يكون حرصنا على صيانتها والحفاظ عليها وإن قيمة الحرية رهن بالتزامها بإطارها القانوني والأخلاقي الذي يحترم حريات الأخرين ويصون كرامتهم. فالحرية والمسؤولية صنوان لا يفترقان وإلا فسوف تكون الفوضى بديلا للحرية ويكون الدمار بديلا للبناء ويحل الجدل والصراع بديلا للحوار والإنجاز.وأضاف إنني على يقين ثابت بأن كويتنا الغالية بأهلها الأوفياء عصية على كل من أراد بها سوءا وستظل دوما بعون الله موطن الأمان والرخاء ومنارة للحضارة والازدهار محفوظة بعناية المولى ورعايته نسأله تعالى أن يديم علينا هذه النعمة الكريمة إنه سميع مجيب.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn