بعد سنوات من القتال المميت وعدم الاستقرار السياسي والصراع المدني، يتوجه الأفغان إلى مراكز الاقتراع يوم السبت لانتخاب رئيسهم الجديد من خلال بطاقات الاقتراع وليس طلقات الرصاص في أول انتقال للسلطة السياسية على الإطلاق في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
ولدى كل من عبد الله عبد الله وأشرف غاني أحمد زاي، وهما السياسيان الأفغانيان المحنكان اللذان حصلا على المركز الأول والثاني في انتخابات الرئاسة التي جرت يوم 5 أبريل من بين مرشحي الرئاسة الثمانية، أمل في تحقيق الفوز في جولة الإعادة التي تجرى يوم 14 يونيو والمجيء خلفا للرئيس المنقضية ولايته حامد قرضاي.
لقد شهد الأفغان أنظمة متعاقبة وحكاما متعاقبين منذ 27 أبريل من عام 1978، استولى بعضهم على السلطة من خلال انقلاب دموى أو احتكار السلطة السياسية عبر وسائل مشكوك فيها وغير مشروعة. ولكن أحدا منهم لم يتمتع بدعم شعبي ليضمن إحلال سلام قابل للحياة في ربوع البلاد.
وأدلى حوالي سبعة ملايين من بين 12 مليون أفغاني مؤهل بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة ومن المتوقع أن يمارس نفس الرقم حقه الانتخابي في جولة الإعادة من الانتخابات.
وفي أفغانستان فيما بعد طالبان، عمت الآمال الرئاسية البلاد وأقيمت تجمعات عامة مفتوحة، وهى ممارسة لم يسمع عنها قبل 13 عاما خلال حكم القبضة الحديدية لطالبان في البلاد.
فخلال حكمها الذي دام ست سنوات وانهار في أواخر 2001، حظرت طالبان جميع الأنشطة السياسية والاجتماعية والثقافية.
وقام المسلحون، الذين شنوا منذ ذلك الحين حرب عصابات ضد الحكومة بعد إزاحتهم عن السلطة، إما بارتكاب أعمال قتل وحشية أو بسجن من حاولوا معارضة حكمهم الوحشي الذي قام على أساس ممارسات إسلامية أصولية.
وعقب الحملة الانتخابية التي استمرت ثلاثة أسابيع لجولة الإعادة، بلغت الحملة الطويلة والشاقة نهايتها منتصف ليلة الأربعاء.
وفي يوم السبت، سيتوجه الأفغان لانتخاب رئيسهم بمحض إرادتهم متحررين من الخوف من أمراء الحرب، ومتحررين من الخوف من الإنقلاب العسكري، ومتحررين من الخوف من عودة القتال الطائفي.
إن مسلحي طالبان، الذين فشلوا في إخراج انتخابات الرئاسة يوم 5 أبريل عن مسارها، تعهدوا مرة أخرى بعرقلة جولة الإعادة المرتقبة من انتخابات الرئاسة التي وصفت في موقع إلكتروني يوم الأربعاء بأنها جزء من "مؤامرة أمريكية لمواصلة احتلالها لأفغانستان".
ولكن العديد من الأفغان الآن سئموا تكتيكات طالبان. ولا يخافون بعد الآن من المسلحين الذين لم يفعلوا شيئا لتخفيف شقائهم أو الاسهام في سلام ورخاء بلادهم . فلم يجلب المتمردون شيئا سوى المزيد من المحن والعنف لبلدهم العزيز.
كفى ما حدث، دعوا الأصوات وليس البنادق تقرر من ينبغى عليه أن يقود أفغانستان في السنوات المقبلة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn