الجزائر 8 يونيو 2014 /وقعت الصين والجزائر على مخطط يمتد لخمس سنوات للتعاون الإستراتيجي الشامل بينهما يندرج ضمن تطبيق اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي أعلنها البلدان في 25 مايو الماضي، هي الأولى من نوعها التي تبرمها الصين مع بلد عربي.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية اليوم (الأحد) إن المخطط الذي يمتد من 2014 إلى 2018 ، تم التوقيع عليه خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى الصين في الفترة ما بين 5 و6 يونيو الجاري على هامش أعمال المؤتمر الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني-العربي.
وأوضح البيان أن لعمامرة ونظيره الصيني وانغ يي وقعا على المخطط الخماسي الذي يمثل "خارطة طريق لبرمجة وتطبيق وتقييم نشاطات التعاون".
وأضاف البيان أن الوزيرين وقعا على الوثيقة بعد أن تبادلا نصي البيان حول إرساء شراكة إستراتيجية شاملة بين الجزائر والصين، الذي وقع عليه رئيسا البلدين في 25 مايو الماضي.
ويهدف المخطط إلى "إعطاء دفع أكبر للعلاقات الاقتصادية الجزائرية- الصينية، سيما الاستثمارات المباشرة للصين في كافة القطاعات الأولوية للمخطط الخماسي المقبل للجزائر 2015-2019 كفيل بالمساهمة في زيادة وتوسيع وتنويع المبادلات في شتى المجالات وفي أشكال مبتكرة تكون في مستوى قدرات وطموحات البلدين".
وصرح لعمامرة بأنه "من خلال الأداة الوحيدة التي يمثلها البيان المتعلق بإرساء شراكة إستراتيجية شاملة، حدد رئيسا البلدين آفاقا جديدة للعلاقات الثنائية".
وأكد أنه "يجدر بكل القطاعات العمل على تحقيق وعود هذه الشراكة ذات المنفعة المتبادلة بين البلدين اللذين تربطهما أواصر صداقة تعود إلى ثورة التحرير الوطني".
كما أكد أن هذا الحدث سيسجل "دخول علاقة التعاون والصداقة والتضامن بين الجزائر والصين عهدا جديدا".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الصيني أن اتفاقية الشراكة الإستراتيجية والمخطط الخماسي "تميزان بداية شراكة استثنائية بين الصين والجزائر الأولى من نوعها التي تبرمها الصين مع بلد عربي".
وقال المحلل السياسي الجزائري مروان الوناس في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "إن العلاقات التاريخية بين الجزائر والصين تميزت بالصداقة والتعاون الدائم والإحترام المتبادل".
وأوضح أنها "علاقات تمتد لما قبل استقلال الجزائر العام 1962 ويعود تاريخها إلى 20 ديسمبر 1958 حيث أقام الجانبان علاقات دبلوماسية بينهما".
واعتبر الوناس أن الزيارة التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2006 إلى الصين "انطلاقة حقيقية نحو إرساء العلاقات والتعاون الإستراتيجي بين البلدين".
وأشار إلى الدور الفعال الذي لعبته الجزائر في استرجاع الصين مقعدها في منظمة الأمم المتحدة في سبعينيات القرن الماضي وهو الدور الذي لا تزال الصين تشيد به إلى الآن.
ونوه بوجود " توافق سياسي وعمل دبلوماسي دولي مشترك بين البلدين حول كل القضايا".
كما أن الجزائر أعلنت دعمها المستمر لوحدة الأراضي الصينية.
وأكد الوناس أن الشركات الصينية التي تعمل في الجزائر والتي "اكتسحت" السوق الجزائري تسيطر حاليا على نصف المشاريع الهامة في الجزائر مثل الطريق السريع الذي يربط شرق الجزائر بغربها على مسافة 1216 كم والتي بلغت كلفته 11 مليار دولار أمريكي.
ولفت الوناس إلى أن الجالية الصينية التي توافدت إلى الجزائر في العقود الأخيرة أصبحت تشكل جزءا من الديكور العام "ولديها قابلية عند المواطن الجزائري".
يشار إلى أن نحو 30 ألف صيني يعملون حاليا في الجزائر في عدة مجالات بالخصوص مجال البناء والتجارة، وهي أكبر عمالة أجنبية من حيث العدد.
كما لفت الوناس إلى ارتفاع قيمة المبادلات التجارية خارج المحروقات بين البلدية إلى 8 مليارات دولار أمريكي في 2013 وهو ما صنف الصين في المركز الأول لأول مرة في تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين مزيحة بذلك فرنسا المتعاون التجاري التاريخي للجزائر.
يذكر أن قيمة المبادلات التجارية بين البلدين كانت في حدود 3.8 مليار دولار فقط في عام 2007.
واكتملت دائرة التعاون بين الجزائر والصين مع تتويجها بإعلان البلدين الإرتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى شراكة إستراتيجية في 25 فبراير الماضي.
وتشهد العلاقات بين البلدين زخما كبيرا من خلال الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى للمسئولين على كل المستويات السياسية والإقتصادية والبرلمانية والحزبية، مع دفع البلدين إلى فتح خط جوي مباشر بينهما.
وامتد التعاون بين البلدين ليشمل كل المجالات تقريبا منذ إنشاء البلدين عام 1982 اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني التي من المقرر أن تعقد هذا العام دورتها السابعة في الجزائر.
وقد شمل مجالات الطاقة والزراعة والبناء والبحث العلمي والثقافة والإنتاج الحيواني ومحاربة التصحر والري وتعبئة الموارد المائية والصناعة والتعاون العسكري والمجال النووي والصحة والبرلمان.
وأخيرا شمل التعاون ، المجال الفضائي حيث وقع البلدان في عام 2013 على اتفاقية للتعاون الثنائي في مجال العلوم والتكنولوجيا والتطبيقات الفضائية بين الوكالة الفضائية الجزائرية ونظيرتها الصينية وتتعلق بالإستعمال السلمي للفضاء الخارجي منها على الخصوص الشق الخاص بالتدريب.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn