بيروت 3 يونيو 2014 / دعا رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام اليوم (الثلاثاء) عقب اجتماعه مع رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم وسفراء الدول المانحة للبنان على حاجة بلاده إلى "تدخل دولي سريع وفاعل لمنع انهيار الاقتصاد."
وأكد سلام، في مؤتمر صحفي مشترك مع كيم، "عجز لبنان عن تحمله لوحده اعباء النزوح السوري الذي فاق ربع سكان لبنان."
وأشار إلى أن بداية الأزمة السورية في عام 2011 "شكلت نقطة تحول معاكس وسلبي" في الاقتصاد اللبناني ، وادت إلى تراجع في العائدات والضرائب قدرها البنك الدولي بما يفوق 7.5 مليارات دولار للفترة بين عامي 2012 و2014.
وقال إن "الأضرار في لبنان ستتفاقم في حال استمر تدفق سيل النازحين السوريين"، مشددا على أن الحكومة اللبنانية "بحاجة لدعم سريع وفاعل من الأسرة الدولية"، مناشدا إياها "التعاون للتصدي لكارثة يصعب تصوّر أبعادها."
وأكد سلام أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت، مشددا على ضرورة المحافظة على التضامن والتفاهم بين اعضاء الحكومة لتحقيق ما يمكن من القضايا التي تهم اللبنانيين.
ولفت إلى عجز لبنان عن تلبية الاحتياجات الملحة والمتزايدة في الصحة والتربية والكهرباء والمياه والبنى التحتية والخدمات العامة والأمن، مؤكدا "استحالة إعادة المستويات الاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأحداث في سوريا التي ستدفع قبل منتصف العام المقبل بأكثر من ثلث اللبنانيين إلى ما دون مستويات الفقر المعتمدة من قبل البنك الدولي".
من جهته، حذر كيم من كبر حجم الازمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان نتيجة اعداد النازحين السوريين، لافتا الى أن "المساعدات التي بدأت بتقديمها (المجموعة الدولية لدعم لبنان) قد لا تكفي خاصة وأن أعداد النازحين في تزايد"، داعيا إلى "وضع الخطط لاستكمال المهمة."
وكانت المجموعة الدولية لدعم للبنان قد عقدت اول اجتماعاتها في نيويورك في سبتمبر الماضي كما انعقدت في باريس في شهر مارس الماضي بهدف توفير المساعدات للبنان لمواجهة استمرار تدفق اللاجئين السوريين ودعم الجيش والاقتصاد اللبناني.
وأكد كيم "وجوب العمل مع الحكومة اللبنانية لوضع خطة لمواجهة خطر النازحين السوريين ولمستقبل أفضل ليس فقط من الناحية الإنسانية وانما ايضا من الناحية الإقتصادية"، مشددا على "وجوب تأمين الدعم المالي لتحقيق نتائج".
وأشار إلى أن الازمة التي يمر بها لبنان من جراء النزوح السوري دفع (المجموعة الدولية لدعم لبنان) الى اعتماد آلية تتمثل بصندوق ائتماني يهدف إلى تمويل برامج ومشاريع للحد من تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والانساني ولجم الاضطرابات الامنية.
وبعد لقائه وزير المال علي حسن خليل، اوضح كيم أنه جرى بحث المشاريع المشتركة بين لبنان والبنك الدولي التي تختص بالكهرباء والطاقة متمنيا أن "تكمل هذه المشاريع لتحسين البنى التحتية لهذا البلد خاصة بوجود النازحين السوريين".
وأضاف "ننادي الجميع بالمبادرة إلى تقديم الهبات للبنان من جميع أنحاء العالم لمساندته ولنتأكد أن لبنان على الطريق الصحيح للنمو والتطور لأنه يستحق هذا الأمر نسبة للإنسانية الكبيرة التي تظهر منه. "
من جهته، أشار خليل بعد لقائه رئيس البنك الدولي إلى "ضرورة توسيع نطاق التعاون في المشاريع التي تساعد لبنان على تجاوز الثغرات والعقبات في البنى التحتية لا سيما في مشاريع الكهرباء والمياه ."
وكان رئيس البنك الدولي قد زار في وقت سابق من اليوم مركزا إنمائيا لدعم الأسر الأكثر فقرا في بيروت، مؤكدا "الاستمرار في إعطاء كل ما يمكن للتخفيف من معاناة اللبنانيين الرازحين تحت ثقل مشاكلهم التي أضيفت اليها تأثيرات الوضع في سوريا."
يذكر أن المسئول الدولي كان وصل إلى لبنان مساء أمس الاثنين اتيا من جدة في زيارة رسمية تستمر يومين ان يلتقي خلالها عددا من المسئولين وممثلين عن القطاعين العام والخاص.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn