تحليل اخباري: الاسراع في رفع العقوبات هو المفتاح لحل الازمة النووية الايرانية

طهران 22 مايو 2014 /يقول محللون إنه ينبغي على القوى الغربية محاولة تقصير المدة الزمنية المطلوبة لتخفيف العقوبات المفروضة على ايران من اجل التوصل لحل نهائي للازمة المستمرة منذ عشر سنوات بشأن برنامج ايران النووى، بعد ان قدمت تنازلت ليلة امس (الاربعاء). وبعد ان قدمت ايران تنازلات فى كل جوانب برنامجها النووي تقريبا، "تظل نقطة الخلاف الرئيسية على طاولة المفاوضات هى الفترة الزمنية لرفع العقوبات"، حسبما ذكر صادق زيبا كلام استاذ السياسة في جامعة طهران لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس). وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم (الاربعاء) ان ايران قامت بتنفيذ خمس "اجراءات عملية" جديدة منها خطوتان تتعلقان بالابعاد العسكرية المحتملة بحلول 25 اغسطس. صدق ايران في التوصل لحل تلت "الاجراءات الخمسة الجديدة" سلسة من التنازلات التي قدمتها ايران في المحادثات السابقة مع الوكالة الذرية والقوى العالمية الخمس وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة زائد المانيا. وقد جمدت ايران تطوير برنامجها النووي وقامت بتحييد 20 بالمئة من اليورانيوم تطبيقا لاتفاق جنيف الموقع مع المجموعة في نوفمبر الماضي. وقد تحققت الوكالة الذرية من تلك الاجراءت. كما وافقت ايران على تغيير تصميم مفاعل اراك للمياه الثقيلة المتنازع عليه لتقليل انتاج البلوتونيوم. وقال وزير الخارجية الايراني جواد ظريف فى وقت سابق إن الخلافات بشأن مفاعل اراك "حلت بشكل اساسي" بتقليل انتاج المفاعل من البلوتونيوم بنسبة 80 بالمئة. ورغم ضغوط المتشددين، استمرت الحكومة الايرانية في دفع اجراءات تتناول المخاوف الخارجية بشأن برنامج البلاد النووي. ويقول زيبا كلام "رسالة ايران واضحة: جادون في التوصل لحل نهائي". ورغم الفشل الاخيرة في التوصل لاتفاق شامل خلال المحادثات بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد، اصر الرئيس الايراني حسن روحاني على ان المحادثات ستقود في النهاية الى اتفاق نهائي" لان الموقف المربح للطرفين من مصلحة الجميع". الغرب لم يقدم تنازلات بعد كون الامر في مصلحة الجميع ليس كافيا. فعلى الجانبين تقديم تنازلات للتوصل لاتفاق، حسبما يقول زيبا كلام. ويضيف انه مازال يوجد فقط قليل من القضايا التى يتم التفاوض حولها بشأن برنامج ايران النووي مثل عدد اجهزة الطرد المركزى التي يجب ان تمتلكها البلاد.

 وساحة المعركة الحقيقية هي الفترة الزمنية لرفع العقوبات. وتابع "تريد اليابان انهاء العقوبات في اقرب وقت ممكن من اجل تعافي اقتصادها، الا ان الغرب يرغب الانتظار ورؤية اثر هذه الاجراءات على البرنامج النووي الايراني". واشار الى ان القوى الغربية تستخدم الاجراءات القانونية كمبرر للفترة الزمنية الطويلة لرفع العقوبات. واوضح "يستمر الغرب بالقول بان هناك حاجة لتصديق مجلس الامن الدولي من اجل رفع بعض العقوبات، وتحتاج اخرى الى موافقة الكونجرس الامريكي وغيرها لتصديق برلمان الاتحاد الاوروبي". ويقول سيد محمد ماراندي عميد كلية الدراسات العالمية في جامعة طهران "ابدى الايرانيون مرونة كبيرة منذ البداية وسمحوا باجراء تفتيش تطفلى للغاية، وقدمت تنازلات خطيرة لابداء حسن النية والثقة، الا ان الغرب لم يرد بالمقابل". وبدلا من اظهار حسن النية هدد الرئيس الامريكي باراك اوباما ايران بقوله "كافة الخيارات مطروحة على الطاولة، واستمر كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي فى فرض عقوبات على ايران". احتمالات ان تطول مدة المحادثات رغم ان ظريف قال إنه مازال من المحتمل التوصل لاتفاق شامل قبل دخول اتفاق جنيف حيز التنفيذ في 20 يوليو، يقول محللون إن المحادثات ربما تستمر فترة اطول. ويقول ماراندي إنه من غير المحتمل التوصل لاتفاق شامل قبل 20 يوليو بسبب عدم استعداد القوى الغربية. واضاف ان الايرانيين لن يتخلوا عن حقوقهم مهما كانت صعوبة الضغط الامريكي". وتابع بقوله إن قضية الحقوق النووية الايرانية تخص السيادة حتى يقرر الغرب الاعتراف بحقوق ايران السيادية. ومازال زيبا كلام، استاذ السياسة، متفائلا، وقال"لا ينبغي علينا ان نكون قلقين جدا، حتى اذا لم نتمكن من التوصل لاتفاق شامل في يونيو او يوليو. فيمكن تمديد اتفاق جنيف المبدئي لستة اشهر اضافية".