تقرير أخباري: سوريا توجه دعوات إلى 13 برلمانا لـ"دول صديقة" لمراقبة انتخابات الرئاسة وتيار معارض آخر يعلن مقاطعته للانتخابات

دمشق 18 مايو 2014 / أعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام يوم الأحد أن المجلس وجه دعوات إلى 13 برلمانا لـ"دول صديقة" لمراقبة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراءها من 3 يونيو القادم، بالتزامن مع إعلان تيار بناء الدولة السوري المعارض في الداخل مقاطته للانتخابات الرئاسية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن اللحام قوله خلال انعقاد جلسة للمجلس إن "مجلس الشعب وجه دعوات إلى 13 من برلمانات الدول الصديقة لإرسال وفود وشخصيات مختصة بالعملية الانتخابية لمواكبة الانتخابات الرئاسية في سوريا"، داعياً "لاتخاذ التدابير والإجراءات التي توفر الأجواء المناسبة وتضمن سهولة وصول الناخب إلى صناديق الانتخاب بأمان وسلام".

وكان رئيس مجلس الشعب أعلن، أوائل الشهر الجاري، توجيه دعوات إلى برلمانات دول "صديقة" بينها روسيا والصين، لإيفاد أعضاء منها لمواكبة الانتخابات الرئاسية، فيما لم يستبعد المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش مؤخرا، حضور "ممثلين عن البرلمان الروسي" إلى سوريا لمتابعة عملية الاقتراع، مضيفاً "أن الأهم هو ضمان أمن المراقبين الأجانب، فهناك مشكلات جديدة في هذا الخصوص، لكنني آمل في أنها ستحل".

ومن جهته قال رئيس الوزراء وائل الحلقي, في كلمته خلال الجلسة إن "الشعب السوري وحده القادر على اختيار من يمثله لقيادة سوريا في المرحلة القادمة"، مشيراً إلى أن "صناديق الاقتراع هي الفيصل لتحديد من سيقود سوريا إلى بر الأمان".

وأضاف الحلقي "سنبرهن للعالم عن إرادة السوريين لاختيار رئيسهم والإصرار على مواجهة الإرهاب"، داعياً "جميع السوريين للمشاركة في رسم مستقبل سوريا المنشود".

وتابع "أنها المرة الاولى التي ستشهد فيها سوريا انتخاباتها الرئاسية كونها دولة المؤسسات التي بقيت تمارس دورها الوطني" ، لافتاً إلى أن "وزارة الاعلام سخرت كل امكانياتها للتعامل بحيادية وايجابية مع المرشحين للانتخابات الرئاسية".

ومن جهة أخرى أعلن "تيار بناء الدولة السورية" المعارض عدم مشاركته في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها "تضامناً مع أكثر من نصف السوريين"، داعياً السوريين لمقاطعتها أيضاً.

وقال التيار في بيان تلقت منه وكالة (شينخوا) بدمشق "تضامناً مع أكثر من نصف السوريين الذين لا يمكنهم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، فإننا في تيار بناء الدولة السورية نعلن مقاطعتنا لهذه الانتخابات، وندعو جميع السوريين لمقاطعتها".

وأشار البيان إلى أنه "كانت الانتخابات الرئاسية التعددية ومازالت حلما وهدفا للسوريين منذ عقود، وهذا يتطلب مشاركة الجميع فيها، ولكن ظروف البلاد جعلت حوالي نصف السوريين إما لاجئين في دول الجوار والدول الأخرى، أو يعيشون في مناطق غير آمنة أو خارج نطاق سيطرة السلطة، ما يحول دون مشاركتهم في الانتخابات".

وكانت "جبهة التغيير والتحرير" المعارضة، أعلنت في شهر ابريل الماضي، عن عدم نيتها المشاركة في عملية الانتخابات الرئاسية لا بترشيح أحد أعضاءها للمنصب ولا بالتصويت، فيما انشق رئيس الحزب القومي السوري علي حيدر عن الجبهة جراء مقاطعتها معلناً تأييده ترشيح الرئيس بشار الأسد, كما اعتبر وزير الإعلام عمران الزعبي الشهر الجاري ، أن عدم المشاركة في الانتخابات ينم عن "قلة خيرة سياسية وسذاجة مدعية".

وتعمل السلطات السورية على التحضير للانتخابات الرئاسية في البلاد، حيث يواجه الرئيس بشار الأسد مرشحين اثنين في هذه الانتخابات, وسط إدانات وتحذيرات دولية من إجرائها, ويعتبر وجود الأسد في الحكم من أهم العراقيل التي تواجه المعارضة وعدد من الدول, حيث تشدد الدول على الحل السياسي وتشكيل حكومة انتقالية في البلاد.

وأثار إعلان السلطات السورية فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية انتقادات دولية اضافة لاطياف من المعارضة, حيث اعتبرت عدد من الدول ان اجراء انتخابات رئاسية "يعرقل" جهود إنضاج الحل السياسي واستئناف المحادثات وأي نتائج تصدر عن انتخابات تجري بهذه الظروف غير شرعية, كما سبق أن اعتبرت "أصدقاء سوريا" أية انتخابات رئاسية يجريها النظام ويكون الأسد مرشحاً فيها "لاغية وباطلة". فيما اعتبرت الحكومة السورية ان قرار إجراء الانتخابات قرار سيادي سوري بحت لا يسمح لأحد التدخل فيه.