تتجه العلاقات بين السعودية وإيران نحو منعطف دافئ بعد 20 عاما من البرود والتوتر. وفقا لتقارير وسائل الإعلام السعودية، أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يوم 13 مايو الجاري عن توجيه دعوة لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لزيارة السعودية. مضيفا أن "المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له، كما أنها مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران". وردا على هذه الدعوة، نقل التلفزيون الإيراني الرسمي يوم 14 مايو الجاري عن مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان قوله أن إيران ترحب بأي مباحثات ولقاءات قد تفضي إلي حل مشاکل المنطقة وإزالة سوء الفهم وتطوير العلاقات بين السعودية وإيران. وصرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت لوكالة الأنباء الإيرانية أن السعودية دولة مجاورة لإيران وتعزيز علاقات حسن الجوار بين الجانبين في مصلحة المنطقة، وتأمل الحكومة الإيرانية تعزز العلاقات مع السعودية بما يتفق مع مصالح الطرفين.
إن السعودية وإيران هما دولتان مهمتان في الشرق الأوسط، لكن العلاقات بين البلدين باردة منذ فترة طويلة بسبب الطائفية و المصالح الجيوسياسية وغيرها من الأسباب المختلفة الأخرى. وتعتقد إيران على الدوام بأن السعودية عامل مهم في تواجد القوات الأمريكية في منطقة الخليج باعتبارها حليف قوي لها. وقد بلغ التوتر بين السعودية وإيران إلى مدى لا يمكن التوافق بينهما خلال العامين الماضيين بسبب الأزمة في سوريا والبحرين. حيث أعربت السعودية عن استيائها من الدعم الإيراني للنظام السوري، في حين اتهمت إيران السعودية بدعم الإرهابيين في سوريا. وفي الشأن البحريني، انتقدت إيران علنا دعم العائلة المالكة السعودية حملة السنيين ضد الشيعة المحليين في البحرين، بينما اتهمت السعودية إيران بأنها تدعم سرا المعارضة وتسعى إلى تخريب النظام البحريني.
ومن جانب آخر، طالما غنت السعودية لحن معارضة امتلاك إيران للأسلحة النووية.وقد أعربت السعودية وإسرائيل عن معارضتهما الشديدة الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في شأن القضية النووية الإيرانية العام الماضي، وهددا أيضا بالقيام بعمل عسكري مشترك ضد إيران، وهذا ما جعل الأخيرة تشعر باستياء كبير. وقام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد المرحلة الأولى من الاتفاق التي تم التوصل إليه بشأن القضية النووية الإيرانية العام الماضي، بزيارة الكويت وعمان وقطر والإمارات على التوالي، ولم تشمل الزيارة السعودية. ويمكن أن نرى أنه على الرغم من إشارة حكومة روحاني مرارا وتكرارا إلى أن إيران ترغب بأن تكون علاقاتها مع دول الجوار ودية وحميمية، لكن لا تزال إلا حد ما مستاءة من السعودية. لذلك، يعتقد الرأي العام أن مبادرة السعودية بتوجيه الدعوة إلى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لزيارة السعودية، ووصول ظريف السلسل إلى الرياض سوف يكون له اثر ايجابي للغاية في عودة الحرارة إلى العلاقات السعودية ـ الإيرانية.
وأشار محللون أيضا إلى أن عودة الحرارة إلى العلاقات السعودية ـ الإيرانية أمر لا مفر منه من ناحية الواقع السياسي والاقتصادي. و علقت صحيفة "إيران ديلي" الناطقة باللغة الإنجليزية مؤخرا، عن أن تطوير العلاقات الودية مع السعودية مهم جدا بالنسبة لإيران، لان هناك العديد من القضايا الإقليمية بحاجة إلى مشاركة كلا البلدين في معالجتها. وقد تبنت حكومة روحاني في سياستها الخارجية منع التهديد والقضاء على التوترات، وتحسين صورة إيران في الخارج، وإن البقاء في عداء مع جيرانها الإقليميين مثل السعودية ليس بخيار جيد. في حين أن معارضة السعودية الاتفاق الإيراني ـ الدولي بشأن القضية النووية الإيرانية لا يمكن تغيير إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي في القضية في يوليو من هذا العام، و حصول إيران على حقوقها النووية وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي. ومن ناحية أخرى، وبالرغم من أن الصراع بين السعودية وإيران حول القضايا الإقليمية لم يحل بعد ، إلا أن توجه السعودية نحو تهدئة العلاقات مع إيران قد يكون خيار جيد لتعزيز حل الصراعات الإقليمية. ولكن، يصعب تحديد مستقبل العلاقات بين السعودية وإيران بعد سنوات من البرود.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn