رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي تعلن فرض منطقة حظر جوي على بنغازي

بنغازي (ليبيا) 17 مايو 2014 / فرضت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي اليوم (السبت) منطقة حظر جوي فوق مدينة بنغازي شرقي البلاد ومختلف ضواحيها وذلك بعد إقدام مقاتلات تابعة لسلاح الجو الليبي خارجة عن القوات النظامية بقصف بعض مواقع الثوار في المدينة على مدى يومين متتاليين.

وقالت رئاسة الأركان في بيان إنه "سيتم استهدف أي طائرات عسكرية فوق المدينة وضواحيها من قبل وحدات الجيش الليبي والوحدات التابعة للغرفة الأمنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها".

وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من قصف مقاتلة تابعة للقائد العسكري المتقاعد من الجيش الليبي اللواء خليفة بلقاسم حفتر الذي يقود مجموعة مسلحة شبه عسكرية غير نظامية أحد مواقع الثوار شمال غرب مدينة بنغازي.

إلى ذلك، اعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) نوري بوسهمين أن "العسكريين الذين قاموا بأحداث بنغازي المؤسفة هم أشخاص خارجون عن القانون وانقلابيون على ثورة 17 فبراير".

وقال بوسهمين الذي يشغل أيضا منصب القائد الأعلى للجيش الليبي في بيان صحفي مساء اليوم ان "هؤلاء الأشخاص العسكريين الذين قاموا بهذا العمل حالمين بحكم ليبيا وإرجاعها إلى زمن الظلم والعبودية وحكم الفرد، غير عابئين بالدماء التي سالت جراء أعمالهم الطائشة والتي نحملهم مسؤوليتها".

وأضاف أنهم "ضاربين عرض الحائط بأمن وآمان الوطن والمواطن وبقوافل الشهداء من أبناء ليبيا الذين قدموا أرواحهم فداء لتحرير بلادهم".

وشدد على أن "من قام بهذه الأعمال من بعض منتسبي القوات الجوية أو الضباط والأفراد الذين تحركوا على الأرض من العسكريين للاستيلاء على مدينة بنغازي يعتبرون خارجين عن القانون وعلى شرعية الدولة وانقلابا على ثورة 17 فبراير ويجب على وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة القيام بواجباتهم والتصدي لهم والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة وفق الإجراءات القانونية المتبعة".

في السياق ذاته ، دعا بيان مشترك للمؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة ورئاسة الأركان العامة للجيش الليبي أهالي مدينة بنغازي إلى "التماسك والوقوف صفا واحدا مع أبنائها المخلصين المدافعين عن الشرعية التي اختارها الشعب الليبي لدحر الانقلابيين والمحافظة على امن المدينة وعدم الانجرار وراء ما تبثه بعض وسائل الإعلام المغرضة التي تدعو إلى بث الفوضى وشق الصف داخل المدينة".

واعتبر البيان المشترك أن "مشهد ما حدث يوم أمس وتكرر اليوم في مدينة بنغازي من عمليات عسكرية يقوم بها ضباط وجنود خارجون عن شرعية الدولة في محاولة منهم للانقلاب عليها مستخدمين في ذلك الطيران الحربي لقصف المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان وترويعهم يعيد إلى الذاكرة ما كان يقوم به معمر القذافي وقواته أثناء أحداث 17 فبراير" التي انتهت بسقوط نظام القذافي.

وقال البيان إن "ما يحدث في بنغازي الآن من بعض ضباط ومنتسبي الجيش هو خروج على شرعية الدولة وانقلاب عليها يقوده المدعو خليفة بالقاسم حفتر احد قادة الانقلاب في 1969 والذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المدعي العسكري".

ولفت إلى أنه "سيلاحق قانونيا كل من شارك في هذه الأحداث"، داعيا "أهالي وعوائل كل من شارك أو يشارك في هذه المحاولة الانقلابية إلى سحب أبنائهم وذويهم حفاظا على دماء الليبيين".

وأعلن حفتر في وقت سابق عن مواصلة معاركه العنيفة التي بدأت الجمعة ضد كتائب مختلفة للثوار السابقين معظم أعضائها من ذوي التوجه الإسلامي في مدينة بنغازي.

وقال حفتر السبت عبر التلفزيون الليبي الخاص (ليبيا أولا) الذي يبث من العاصمة المصرية القاهرة ويوالي قواته إنه "مصر على مواصلة عملية الكرامة حتى ينتهي الإرهاب".

ودارت معارك عنيفة الجمعة في مناطق جوب غرب بنغازي، فيما قصفت وحدات تابعة لسلاح الجو الليبي موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر مواقع لمجموعات من المسلحين الإسلاميين في بنغازي، بحسب شهود تحدثوا عن تلك المواجهات.

وارتفعت حصيلة القتلى والجرحى الذين سقطوا في اشتباكات الجمعة إلى 37 قتيلا و139 جريحا، بحسب وكيل وزارة الصحة في مناطق شرق ليبيا عبدالله الفيتوري.

وتوقفت ليل الجمعة حركة الملاحة الجوية في مطار بنينا الدولي بسبب استخدام المضادات الأرضية خلال الاشتباكات بحسب ما أفاد مدير المطار إبراهيم فركاش.